مكالمتان هاتفيتان تلقاهما مرشح المؤتمر الوطني لمنصب والي النيل الأزرق فرح إبراهيم العقار عقب انتهاء اليوم الثاني لعملية التصويت من قيادة الحزب بالمركز تطمئن عن أحوال عملية الاقتراع بالولاية. ويعتبر الفوز بمقعد والي النيل الأزرق تحدياً كبيراً يواجهه المؤتمر الوطني في الانتخابات باعتبارها ذات طبيعة خاصة جعلتها تحظى باهتمام كبير من المركز، بجانب أن من ينافس الوطني فيها نائب رئيس الحركة الشعبية الفريق مالك عقار إير وهو ابن الولاية الذي ناضل في الأحراش مدافعاً عن حقوق أهله ، ورغم ما صحب فترة ولايته من اخفاقات، لكنه يظل ذا ثقل كبير لما يتمتع به أستاذ الأساس سابقاً عقار من قبول وكارزمية تفرض سطوتها على الولاية. ما يحفظ لعقار أنه حتى في أكثر من مرة قبيل انطلاقة العملية الانتخابية حض جماهير الولاية إلى عدم اللجوء للعنف باعتبار ان المتنافسين جميعهم من أبناء الولاية ولا يهم من يأتي لحكمها بقدر ما يهم من يقدم لمواطنها ما يحتاجه ويعوضه عن فترة الحرب التي طال أمدها بالولاية. إذن المعركة تبدو حامية الوطيس بين الوطني والحركة على مقعد الولاية مع كامل الاحترام لمرشح الأحزاب الأخرى والمستقلين بالولاية. وبدأت عملية الاقتراع منذ صبيحة الأحد الماضي وكل يحاول حشد قواعده لمراكز التصويت المنتشرة بكافة أنحاء الولاية للظفر بالمقعد الذهبي ومر اليوم الأول دون أي تفلتات أمنية أو أحداث عنف على عكس ما كان متوقعاً قبيل انطلاقة العملية. وسارت وتيرة اليوم الثاني للاقتراع بالولاية بصورة أقل مما شهدته في اليوم الأول باعتبار أن عدداً كبيراً من الناخبين تمكن من أداء عملية الاقتراع في اليوم الأول والذي شهد في آخره إعلان تمديد الإقتراع ليومين لمعالجة ما تم من أخطاء بدرت في اليومين الأول والثاني جراء تداخل في الأسماء والرموز الانتخابية للمرشحين الأمر الذي جعل بداية اليوم الأول في العديد من المناطق تتأخر عن الزمن المحدد بالثامنة صباحاً. وتباينت رؤى المواطنين حول قرار المفوضية لتمديد الاقتراع ليومين ولكن بولاية النيل الأزرق كان الحال مخالفاً باعتبار أن الولاية شهدت اقبالاً واسعاً في اليومين الأولين، وأثبت ناخب النيل الأزرق وعياً كبيراً حيث فاقت نسبة التصويت في أحد المراكز شمال الروصيرص 91% فيما بلغت بمركز «أبو هشيم» شمالي الدمازين حتى انتهاء موعد الاقتراع حوالي 80% من جملة الناخبين وتؤكد التوقعات أن ولاية النيل الأرزق ستحقق أعلى نسبة تصويت مقارنة بالولايات الأخرى. وبين الأجواء التفاؤلية التي تشهدها الولاية من إقبال كبير على الاقتراع يظل الهمس عمن يقود الولاية في الفترة المقبلة هل فرح العقار أم مالك عقار؟ غير أن كل حزب بمرشحه يباهي ففيما يرى انصار الحركة الشعبية أن أياماً قليلة تبقت على استمرار مالك في مقعد الولاية، يؤكد أنصار الوطني ثقتهم بفوز فرح، وذهب أحد منسوبيه لأبعد من ذلك عندما قال لي طموحنا الاكتساح وليس تحقيق الفوز فقط. وفي ولاية النيل الأبيض يتحدث عدد من المواطنين عن ارتفاع حظوظ المرشح المستقل د. إبراهيم هباني للظفر بمقعد الوالي بالولاية على حساب مرشح المؤتمر الوطني يوسف الشنبلي حيث يرى الكثيرون أنه ما بين هباني ومقعد الوالي أيام قليلة خاصة في ظل مقاطعة مرشح حزب الأمة القومي لمواصلة العملية بالولاية بناءاً على قرار المكتب السياسي للحزب. وقال لي إبراهيم هباني إن حظوظي ارتفعت بنسبة كبيرة عقب مقاطعة مرشح الأمة القومي باعتبار أن المنافسة كانت بيني وبينه فقط واتفق الكثيرون فيما ذهب إليه هباني بأن حظوظ الشنبلي ضعيفة مقارنة بما يجده الأول من قبول. وربما يكون خطأ مفوضية الانتخابات بولاية النيل الأبيض أنها أتاحت الفرصة لمرشح المؤتمر الوطني للتمكن من تحقيق المفاجأة في الأيام القادمات عقب التمديد وذلك بمضاعفة الجهد من قبل لجانه والتمكن من حشد عضويتهم لمراكز الاقتراع. وقال لي أحد منسوبي الوطني أن الحديث عن ضعف حظوظ الشنبلي بمقعد الولاية غرور ليس إلا، مؤكداً أنه سيصرع منافسيه لما يمتلكه الحزب من قواعد في كافة أنحاء الولاية ويرى أن من يقولون بغير ذلك ستصيبهم خيبة أمل عند إعلان النتيجة. إذن هل يقلب الوطني الطاولة على الجميع ويظفر بمقعد الولايتين أم تصبحان القشة التي ستقصم ظهره؟ الأيام المقبلة تحمل في طياتها التفاصيل...