بنظرة ليست فاحصة وسطحية جدا يمكن تمييز الفرق بين جيل الشباب اليوم وما كان عليه سلفهم بالأمس من أدب... عجلة الحياة بدأت تعمل بسرعة تفرم معها كل ساعات النهار وقسطا من ساعات الليل يزيد وينقص من زيد إلى عمرو... المعايش صعبة شماعة بدأنا نعلِّق عليها كل أخطائنا... العمل واجب لإعالة الأولاد والبنات لكن ليس بالخبز وحده يُنشأون... المدارس تغيَّر حالها ومخرجاتها كيفا وكما ... منها العالمية ومنها ما دون ذلك وطرائق تعليم وتأهيل معتبرة... يتخرجون في المدارس التي ما عادت وإن أفلحت تسيطر على شيء .. فالفضائيات والمظاهر الجديدة في الشارع سيل يجرف معه حتى الأوصياء على التربية... لم يعد باستطاعة مرب زجر صغير بغرض التأديب اللهم إلا من رحم ربي .. هذا علاوة على ترديدنا كالببغاوات وراء الغرب دعوات منع الضرب في المدارس الأمر الذي لا يعني إلا الشك في المربين وإلا فلم لايضرب المؤدِّبون الصغار بغرض تأهيلهم تربويا ليرتدعوا.، خاصة وأن الضرب ليس مبتدعا وهو وسيلة علاج تماثل(الكي)إن استنفدت الوسائل الأخرى دون جدوى... قديما كنا نحسُّ ونشعر بتقييم معلمينا لنا واحترامهم إيانا ويتجلى لنا ذلك كلما قسوا علينا... وطالما أن المربي(المعلم) نال شرف اللقب فيجب أن يؤتمن على الصغار باعتباره مؤهلا تربويا بما يمكِّنه من اختيار الوسيلة المثلى للثواب أو العقاب وليؤدي دوره كاملا غير منقوص يجب ألا يغيب(الضرب)عن خياراته فهو وإن كان أبغض الخيارات لكنه أحيانا أنجحها وبالتجربة نجح الضرب وتخرج من تحت سياطه دعاة المنع أنفسهم وهم بلاشك ليسوا مهزوزين نفسيا فلماذا إذن هذا المنطق الأعرج. {ما نراه من مظاهر تخدش الأدب العام في شوارعنا وإن كانت حالات فردية يعد نذيرا خطيرا لخلل في إحدى أو كل حبات عقد المنظومة التربوية التي يساهم فيها كل من البيت والمدرسة والشارع العام وحري بما طرأ من سلبيات أن يوقظنا من سباتنا لنتفحص ما الجديد وما السبب في انحدارنا نحو الانحلال بسرعة أوشكت أن تسابق الضوء ... لا أن يجعلنا نردد لا للضرب في المدارس دون أن ننظر إلى نوع خريجي المدارس ذات الضرب أيام زمان... فلنتنبه ولنتساءل أي مخرج تربوي نريده بلا ضرب؟. {علينا ألا ننسى أن الله تعالى أوصانا بأمرهم بالصلاة لسبع وضربهم عليها لعشر، فإن لم نفهم جدوى ضربهم في الصلاة فجدير بنا ألا نفهم. ومافائدة علم بلا أدب .. قال مالك لفتى من قريش: يا ابن أخي، تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم، وقال ابن وهب: الذي تعلمنا من أدب مالك أكثر مما تعلمناه من علمه، وقد تعلموا منه علمًا كثيرًا. وقال يحيى بن يحيى التميمي: أقمت عند مالك بن أنس بعد كمال سماعي منه سنة أتعلم هيئته وشمائله، فإنها شمائل الصحابة والتابعين.