الأستاذة عايدة الجعلي.. لك التحية والود.. وقبل السلام.. والعتاب.. والملام.. دعيني أرسل لك باقات ملونة.. من زهر الشكر وحروفك.. الجميلة لا أستحق منها.. نقطة.. أو شولة... وإشادتك الرفيعة.. بقلمي.. تحملني فوق ما أحتمل.. فأنا أبداً.. وسأظل تلميذاً في مدرسة الشعب.. أظل أبداً.. في صراع محموم.. مع الحروف.. حتى تخرج.. وهي.. تليق بعيون.. أبناء وبنات وطني. الرائعين. ثم.. في شجاعة يحسدني عليها.. عنترة.. أفسح بل أمنح.. أحد.. أحباء مايو.. ولا أقول «سدنة» مايو.. ساحة «شمس المشارق» والتي نذرتها أو أردتها حرباً.. لكل شمولي.. أو طاغية.. أو قاهر لشعبي ووطني.. ونزولاً على رغبتك الكريمة.. لن أحذف منها حرفاً.. ولكن ولأن ما أملكه في الصحيفة «زواية» شمس المشارق.. لا تسع كلماتك دفعة واحدة.. إذاً.. هذا هو الجزء الأول.. وغداً يكون الجزء الثاني.. ثم لك ودي.. مؤمن إلى السيد المحترم مؤمن الغالي أستاذي العزيز.. إنني من المعجبين جداً بعمودك وهو أول ما أقرأه وأنا أمسك بصحيفة (آخر لحظة)، وكان دائماً ما يشفي غليلي وأنا أرى الحقائق مكشوفة أمامي بمنطق ووطنية في كل ما يهم هذا الوطن الحبيب، من شخص قدير يستحق كل ما ذكرته في مقدمة عمودك المعنون «حزن في مواسم الفرح»، وكلنا نشاركك هذا الفرح والابتهاج بتدشين الحملات الانتخابية والملصقات في كل مكان، وأكثر ما يفرحني الروح التي انبثقت بين حنايا هذا الشعب الطيب الأبي بعد أن تملكهم اليأس والإحباط حتى النخاع، من أن هذه الأيام يمكن أن تعود وأن يكون لهم صوت ورأي بعد أن ظلوا كماً مهملاً، وظلت أحزابهم وتنظيماتهم مهمشة في قضايا كبيرة تهم الوطن ككل وأبناء الوطن جميعاً، وهي ليست حكراً على فئة بعينها أو تنظيم بعينه. عزيزي الكاتب الغالي رغم اتفاقي معك في كل ما تقدم إلاّ أنني أرى أن الصواب قد جانبك وأنت تتحدث عن الدكتورة فاطمة عبد المحمود الإنسانة القديرة، التي رفعت رأس نساء السودان عالياً وهي تجاهد للحصول على هذا الترشيح، متحدية كل المصاعب التي وضعت في طريقها بحيث لجأت للقضاء الذي أنصفها للحصول على حقها وهو حق لكل إمرأة سودانية، لأنها بذلك تكون قد وضعت لنا سابقة لا يمكن تجاوزها وهي أنه بإمكان المرأة السودانية أن ترتقي لأعلى المناصب وليس بإمكان كائن من كان أن يحرمها من حق كفله لها الدستور والقانون، وإنني أرى أن في ذلك فقط نجاحاً كافياً وفوزاً للدكتورة فاطمة عبد المحمود، وإن لم توفق في الوصول إلى كرسي الرئاسة فحسبها أنها قد دخلت في هذا السباق وتترك لنساء السودان مواصلة المشوار، والوصول إلى الهدف الذي دشنته لهن الدكتورة القديرة التي مازالت من ضمن الشخصيات الوطنية التي تقدم الكثير للمجتمع السوداني منذ عهد مايو، وظلت ورقة مخضرة وصامدة في وقت تساقطت فيه الأوراق، وظل همها تنمية المجتمع السوداني مهمومة بشبابه ونسائه وأطفاله، وقد أشارت في تدشين حملتها الانتخابية أنها حتى ولو لم تفز في الانتخابات فإن لديها برنامجاً ضخماً لتنمية المجتمع السوداني عبر مقدراتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية. ويمكنك أن تدرك مدى قوة ومنعة هذه العلاقات بالاطلاع على سيرتها الذاتية. وإنني أعتب عليك سيدي القدير تساؤلك حول هل تنوي الدكتورة التقدم بنفس البرنامج وهل ستتكرر التجربة. وهنا أنا التي أسألك: هل هذا يعني أنك وأنت تكتب عن الدكتورة فاطمة لم تطلع على برنامجها الانتخابي ولم تسمعه عبر الإذاعة ولم تشاهده عبر التلفاز؟. كيف لكاتب قدير مثلك أن يرتكب مثل هذا الخطأ، كان الأحرى أن يكون عمودك هذا نقاشاً ونقداً لهذا البرنامج وليس التساؤل عن ما هو. عايدة الجعلي