الأستاذة عايدة الجعلي.. لك التحية والود.. وقبل السلام.. والعتاب.. والملام.. دعيني أرسل لك باقات ملونة.. من زهر الشكر وحروفك.. الجميلة لا أستحق منها.. نقطة.. أو شولة... وإشادتك الرفيعة.. بقلمي.. تحملني فوق ما أحتمل.. فأنا أبداً.. وسأظل تلميذاً في مدرسة الشعب.. أظل أبداً.. في صراع محموم.. مع الحروف.. حتى تخرج.. وهي.. تليق بعيون.. أبناء وبنات وطني. الرائعين. ثم.. في شجاعة يحسدني عليها.. عنترة.. أفسح بل أمنح.. أحد.. أحباء مايو.. ولا أقول «سدنة» مايو.. ساحة «شمس المشارق» والتي نذرتها أو أردتها حرباً.. لكل شمولي.. أو طاغية.. أو قاهر لشعبي ووطني.. ونزولاً على رغبتك الكريمة.. لن أحذف منها حرفاً.. ولكن ولأن ما أملكه في الصحيفة «زواية» شمس المشارق.. لا تسع كلماتك دفعة واحدة.. إذاً أمس كان .. الجزء الأول.. واليوم يكون الجزء الثاني.. ثم لك ودي.. مؤمن إلى السيد المحترم مؤمن الغالي ظلت الدكتورة تعيد وتكرر عبر كل المنابر أنها ستأتي بالاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي في قالب جديد ضد الشمولية ومع الحرية والديمقراطية والشفافية، ولم تقل يوماً إنها تلتزم بكافة مواثيق مايو ولم تقل إنها سوف تعيد مايو أو ستنفخ فيه الروح، وإنما تريد أن تنفخ الروح في أبناء هذا الوطن الغالي بأن تتيح لهم الحياة الكريمة باستخدامها لامكانات وقدرات هذا البلد من نفط وثروات أخرى لمحاربة الفقر والمرض بعد أن أصبح السودان يتصدر قائمة الدول الأكثر فقراً، وهو غني بثرواته ومقدرات أبنائه، ولم نكن نتصدر هذه القائمة عندما كنا نعتمد فقط على أرضنا الخضراء المعطاءة دون بترول أو ذهب. وقد دعت الدكتورة في برنامجها الانتخابي إلى أن يكون لكل فرد سوداني نصيب في النفط السوداني على النحو المعمول به في دول الخليج مثلاً. فالدكتورة لم تقل إنها سوف تأتي في نفس جلباب مايو، بل ما فتئت منذ ترشيحها للرئاسة- وحتى قبل ذلك- تعتذر عما بدر من تنظيم مايو تجاه بعض القوى السياسية مثل حزب الأمة والحزب الشيوعي.. وهذا الاعتذار إنما يدل على رغبة شخصية بإزالة أي مرارة تكون قد علقت بالنفوس، وهي ليست الوحيدة التي أتت بذلك فقد اعتذر باقان أموم للاحزاب عن الأحداث الدامية في الجنوب، واعتذر الترابي للجنوبيين عما حاق بهم في بداية عهد الإنقاذ، وكذلك تقدم مانديلا بالاعتذار لبني وطنه، فالاعتذار لا يصدر إلا عن قوة، والوضع الحالي يحتم لم الصفوف والوحدة ونبذ الشتات والفرقة. فقد أخطأ نظام مايو مع بعض التنظيمات السياسية وأجرم في حق نفسه في ما آل إليه النظام في أخريات أيامه، ولكنه لم يجرم في حق الشعب السوداني فقد ظل هذا الشعب حتى آخر أيام مايو متمتعاً بالحرية والعزة والشعور بأنه صاحب رأي وصاحب حق وأرض مما مكنه من القيام بالانتفاضة. ولاشك أنك تدرك سيدي الغالي ما عاناه الشعب بعد ذلك من أهوال لم يستطع معها أن يحرك ساكناً، مذعناً مستسلماً محبطاً بعد أن همش وشرد وقتلت فيه الروح الوطنية وتخلى عن كل حقوقه وتطلعاته، وأصبح همه الأول توفير لقمة العيش وتدبير شؤون الأسرة. أما ختام عمودك كاتبي القدير من أسلوب إنشائي لم نعهده فيك فإنه يثير حيرتي، ففي هذا المنعطف الخطير من تاريخ الأمة نحن نحتاج للبناء لا الهدم، وشخصية تقدمت بثبات لهذه المنافسة لا تستحق منك كل هذا التجريح دون أسباب واضحة ودون أن تكون قد اطلعت على ما تقدمت به من برنامج لتحكم به عليها، فهي قد تجاوزت مايو بمثابرتها وعطائها وكان الأجدر بك أن تقدم نقداً منطقياً لبرنامج الدكتورة فاطمة بدلاً أن تعود بنا إلى الوراء 26 عاماً، وتشير إلى أن دم مايو لم يجف بعد وقد سالت الدماء أنهاراً بعد هذه الفترة في كل بقاع البلاد. وأنني أرى في ذلك تحاملاً واضحاً وغير مبرر ضد هذه المرأة القوية، ونحن نساء السودان نقف بجانبها وخلفها نؤازرها وندعمها بكل ما أوتينا من قوة، بعد أن مهدت لنا طريقاً لولاها لظللنا عقوداً نحاول شقه ولا نستطيع لأن مثل هذه الشخصية الفذة لا يجود بها الزمان إلا قليلاً، فقد كانت من رموز مايو ولازالت رمزاً حتى الآن، وعن مايو نقول «لا تعرف خيري إلا تجرب غيري»... ولك الشكر والتحية أستاذي الفاضل. عايدة الجعلي