تجرى في هذه الأيام الامتحانات النهائية لمن تم اختيارهم لدخول مدارس الموهوبين، ويبدو أن هناك مشكلة للدخول لهذه المدارس، فرغم أن المنافسة حرة بين التلاميذ إلا أن المشكلة تكمن في رفض أو تحفظ بعض المدارس وعدم السماح لتلاميذهم للجلوس لهذه الامتحانات إما بالمنع العلني أو إخفاء موعد الامتحان أو بدعوى أنهم بذلوا فيهم مجهوداً حتى أوصلوهم للمستوى الأكاديمي الذي من أجله تسعى مدارس الموهوبين لضمهم. ولمن لا يعرف مدارس الموهوبين، إنها مدارس حكومية تقوم باختبار عدد المتفوقين من الصف الثالث من كل مدرسة وتخضعهم لامتحانات قدرات، تختار بعدها من ينجح في الامتحانات، ورغم أنني اختلف معهم في أحيان واتفق معهم في أحيان أخرى، إلا أن السبب في الاختلاف يرجع إلى أن مدارس الموهوبين لا تأخذ المتفوقين أكاديمياً فقط، لكنها تأخذ أصحاب الذهنية العالية والقدرات المقدرة فتقوم بتطويرها، وهذا ما كنا نتمناه في المدارس العادية التي ترفع قدرات كل التلاميذ خاصة المتميزين، فالتعليم الأكاديمي ليس وحده كافياً بأن يأتي بمتميزين ينفعون أنفسهم والبلاد واعتقد أن اتفاقي مع المدارس التي ترفض إعطاء تلاميذها للموهوبين يكمن في أن تلك المدارس قد بذلت مجهوداً جباراً مع المجتمع حتى أصبحوا مطلباً بمدارس الموهوبين.. ونحن سادتي لا نريد أن نكرر تجربة المدارس النموذجية التي تجمع المتفوقين فيها وتترك الآخرين في المدارس الحكومية وقد ظلت وزارة التربية تضعف المنافسة لجمعها للمتفوقين في سلة وما دونهم في سلة أخرى. بالمناسبة كل مدارس الموهوبين برغم كل ما ذكرناه تجربة جديرة بالمتابعة وسيجد فيها بعض التلاميذ الرعاية والمتابعة ورفع القدرات التي لم يجدها زملاؤهم في المدارس الأخرى. وفي ظني أن على وزارة التربية والتعليم ألا تفوت الفرصة على المتميزين الذين لم يحالفهم الحظ للدخول في مدارس الموهوبين وأن تدخل بعض المناشط التي تزيد من رفع قدراتهم، فالأمر غير مكلف وإدراكه غير مستحيل.