درج صندوق تنمية القطاع الغربي لجنوب كردفان على عقد دورات اجتماعاته المنتظمة بالخرطوم العاصمة.. وأن ينظمها في القاعات المتميزة التاريخية.. كقاعة الشهيد الزبير.. أو قاعة الصداقة الكبرى.. وتنامت النبضات أن العاصمة هي للابتدار المؤسسي والانتباه الإعلامي.. وترتيب الوثبات القاصدة.. فنما بين الأعضاء أن الأهداف الإستراتيجية هي القبض على «شعرة معاوية».. والمقصود منها حساب درجات السلم المؤدي إلى فوائد المنتج الوطني وهو عائد «النفط».. ومن ثم القبض على هدية نيفاشا «الاتفاقية» لإحدى ولايات السودان التي ضحت بأفلاذها ومكنوناتها.. لينعم السودان بالهدوء ووقف الاحتراب وزهق الأرواح وتركيز الوطنية والانتماء.. فذهبت ولاية غرب كردفان هذه.. إلى أجل «مسمى» وهو سباق التحدي في مضماري «أبيي» وتداخلات «بروتوكول» جنوب كردفان وعام «الزينة» هو «2011».. وعند هذا قال أهل غرب كردفان- الماضية- قالوا: لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.. وكلما سئل الأخ الرئيس البشير «متى ستعود غرب كردفان» يجيب «أنها ستعود» والحكمة ضالة المؤمن!! وعلى ميزان «خير الناس أنفعهم للناس» كما أثبت المصطفى صلى الله عليه وسلم على هذا الوزن.. ألهمت حكومة جنوب كردفان بتكوين هذا «الصندوق» من نابهي وحاذقي أبناء القطاع الغربي.. لأن « نيفاشا» أثبتت نسبة «2%» من عائد بترول السودان لهذا القطاع.. متدرجة من عام «2005» عام وقف النزيف.. إلى اليوم.. والغد القريب.. بمتلازمة التدرج العددي «للبراميل» النفطية.. والشراهة «الدولارية» لسعرها.. ومن بعد هذا التمكين الواقعي.. انتفض أعضاء الصندوق أن «هلم» إلى الترحال.. حيث تعقد دورات المجلس «الخمسيني» كل فينة وأخرى بركن من أركان القطاع.. فجاءت الدورة «الثالثة» في «3» مارس «2010» بضاحية «السِتِّيب»- بكسر السين- و« تشديد التاء».. وهي ضاحية للعمران والفرقان.. وتبعد «تسعين» كيلو متراً جنوب «المجلد».. وهي ملتقى طريق «الدبب» إلى «الميرم» غرباً.. ومنها ترنو أنت «لأبيي» وهي مقر لمركز تدريب دورات الشرطة الشعبية.. وتلتحم بها قبائل وبطون عديدة.. حتى أن هيئة تنمية غرب كردفان أنشأت بها مدرسة منداحة فسيحة.. تزهو وتشرف على المستقبل.. إذ تقع محطاً للأنظار بسورها المتين الشاسع.. ومنافعها «النافعة».. ولما انداحت بنا السيارات إلى «الشجرة» الملهمة المثمرة «شجرة العرديب» المفيد.. وجدنا الناس زرافات وألواناً.. كأنك في «حلفا دغيم» أو «أبيي» .. «لأن حلفا بها 4 آلاف من جنوب السودان» قاطنين.. وفي هذه الضاحية «الستيب» نصبوا لنا صيواناً بارحاً.. وشيّدوا منصة عليها آلات الإنشاد والقوة.. وعليها الفنان الفصيح «يوسف» والكل قد اعتلى الخشبة يهتز مع نغمات الشادي حين قال: الجنزير التقيل البقلا ياتو يا ولد أم درقات المؤصل ماك نفو البعوقد ناره بدفاها هو كان الحارة جات الزول بلقا أخو فكان عجباً أن نجد في ضاحية نمرُّ بها عبوراً وجيئة.. ولكن اليوم جئناها صندوقاً مفتوحاً لنتبرع فوراً «بمائتي» ألف جنيه سوداني «جديد».. فلدهشتنا كأننا صاحب الدابة التي فقدها في سفره وعليها «ماؤه» و«غذاؤه».. فاضطجع تحت «شجرة» ينتظر مصيره.. ففتح عينيه.. فإذا بدابته واقفة أمامه.. فاندهش ومن شدة فرحته قال «اللهم أنت عبدي وأنا ربك».. والمعنى مهفوم.. اللهم أنت ربي وأنا عبدك.. فشكراً يا الله.. فلا مندوحة عليه.. فنحن اليوم هنا قلنا «نحن أكلنا معكم الستيب»، وهو نبات طيب ينبت على مداخل الرهود.. ثم نصبوا لنا صيواناً فارهاً آخر بمدرسة هيئة التنمية.. حيث اتسع «حوشها» للجميع فصلينا جمعاً وقصراً.. وحمدنا الله.. وعقدنا اجتماع الدورة «الثالثة» للصندوق «بالمدرسة».. ولانفعالنا تبرع الصندوق أيضاً بمدرسة ثانوية كاملة.. ثم انبرى مندهشاً أخي اللواء «إسماعيل خميس جلاب» قائلاً: أطلب أن تعقد الدورة الرابعة «بتُلش».. ضواحي «لقاوة».. فقلنا.. نعم.. وانتظرونا نجيز الخطة والموازنة.. ونراجع مواقف الثروة الحيوانية.. ومعاناة الرعاة.. ثم وعدنا بدعم أكاديمية العلوم الصحية بمدينة «الفولة» التي تبنتها الناشطة د. تابيتا بطرس شوكاي وزيرة الصحة الاتحادية.. ثم قرأنا سورة «يس» حفظاً وحرزاً وصوناً.. ثم انفضضنا «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».. صدق الله العظيم.