بسم الله الرحمن الرحيم دعوة لمؤتمر الستيب الثاني في أبيي د. عبدالكريم جبريل القوني [email protected] إن مشكلة منطقة أبيي لم تعد تخص أهل المنطقة وحدهم من المسيرية والدينكا وإنما دخلت فيها أصابع حكومة السودان والمؤتمر الوطني وأجهزة أمنه وأصابع حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية وشرطتها والأسرة الدولية بجيشها الحبشي وشرطتها وممثليها الدوليين أفارقة وأمريكان وصينيين ودخلت فيها حتى حركات دارفور . وبهذا فالمسيرية دفعوا ضريبة الحرب قبل 2005 حين استغلهم المؤتمر الوطني وقاتلتهم الحركة الشعبية ودفعوا ضريبة السلام بعدها وكأنهم صفر على الشمال إذ تصرف المفاوضون نيابة عنهم بغير إستشارة . فإتفاقات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عزلت المسيرية والدينكا ومنطق المتفاوضون الدوليون والمحكمة الجنائية جاء مجافياً للحقوق التاريخية للمسيرية والدينكا الذين تربطهم علاقات دم ومصالح حياتية أكبر من رسم حدود إدارية هشة . إن للمسيرية من الحياة والثقافة مئات السنين في المنطقة ولن نقبل إن تموت ثقافتها وأهازيجها وألوانها لأننا فشلنا في أن نتحد ونخطط لمستقبلنا ولنا من العقول والعزائم ما لا نريد لها أن تبعثرها الخلافات على القضايا الجانبية والصراعات الشخصية أو القبلية ولنا أرض فيها القوز والقردود والطين والخيران والرهود والجوغان والتبلدي ولن نقبل أن يدمرها الإحتراب ولنا من الأنعام أكثر من سبعة ملايين رأس ولن نقبل أن تموت لأن أرضنا وهبها من لا يملك لمن لا يستحق . إخوتنا الدينكا يبدو أنهم يريدون الأرض فقط ويرفضون التعايش ولا يريدون أي حلول لمشكلة أبيي سوى حيازتهم الأرض .. وقد تسربلوا بقرارات فوقية غير قابلة للتنفيذ على الأرض .. هذه الأرض .. دار المسيرية .. وسعت الدينكا والمسيرية والآخرين لمئات السنين وبثروتها فوق الأرض وتحتها فإن لها مستقبل مشرق إن عم السلام . وبرغم تشعب المشكلة .. فإنني أرى كل الفرص في هذا التشعب .. فأهل المنطقة زاد وعيهم بأهمية الأرض والتعايش وضرورة تكاتف الأيدي والعقول لايجاد مخرج يمنع الإحتراب ويشجع التعايش السلمي وقد صرح الرئيس عمر البشير أنه سيوجه بإستغلال بترول هجليج لتنمية المنطقة ووعد بإعادة ولاية غرب كردفان وإذا أوفى الرئيس بوعوده فإن المنطقة موعودة بولادة جديدة . المطلوب الآن أن يتحدث أهل المنطقة بلسان واحد ليكونوا قوة ضغط تيسر لهم تحقيق مستقبل المنطقة بإرادتهم ومشاركتهم .. فقد تعددت الألسن وكلها تتحدث بإسم المسيرية فمن هو بوق للمؤتمر الوطني أو قيادات الإتحادات والروابط من منظمات المجتمع المدني أو أمراء القبلية أو أمراء الحرب أو أبناء المنطقة في المهجر . كيف نحقق توحيد الرؤية واللسان؟ ؟. لقد إنعقد مؤتمر الستيب الشهير في 2009 م وجاء بلاءاته الثلاثة : 1 – لا لتقرير المصير ولترسيم الحدود بغير المتعارف عليه . 2 – لا لإتفاقيات وقرارات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية التي لم نشارك فيها وإن أيدها المجتمع الدولي . 3 – لا للإحتراب في المنطقة . مؤتمر الستيب هذا ثبت المباديء التي تعتبر الآن قرار لجميع أبناء دار المسيرية – عدا أغلبية الدينكا – وخلق وحدة في الرأي ، مؤتمر الستيب أقنع الحكومة والمترددين من أبناء المنطقة وأقنع المجتمع الدولي والمتفاوض الأمريكي خاصة بعدالة قضية المسيرية وأن حقوقهم هضمت عندما أختزلت في حق الرعي للماشية . دار المسيرية اليوم تحتاج أن تعقد \"مؤتمر الستيب الثاني\" لترتيب الأفكار على الأولويات ولجمع الصف ومنع الفرقة والتحدث بصوت واحد . إن هدف المسيرية الإستراتيجي هو إستقرار المنطقة وتنميتها والتعايش السلمي بين أهلها وعدم العودة لمربع الحرب والعنف والفقر الناتج عنهما . لا بد لنا من إيجاد طريق يحد من العداوات والإحتكاكات ويعمل على تغيير نمط حياة أهل المنطقة بإعادة توطين قطاع كبير من العرب الرحل \"وخلق حياة بقارية جديدة\" مستفيدين من رغبة الجميع في وقف الصراع ، وبتخصيص أموال أكثر من عائدات البترول لتحقيق ذلك . يجب أن نعمل على تحويل البترول من عامل سلبي في المنطقة \"عرض الأرض للتصحر والماشية للتسمم والناس للإحتراب إلى مؤثر إيجابي تخضر به الحقول وتكثر به أدوات التنمية ويحدث به مناخ السلام والتعايش\" . نحن نحتاج برامج متفق عليها لتكون أهدافاً عامة لدار المسيرية وأهداف شخصية لكل حريص على السلام والتعايش في المنطقة وتكون أولوية لمنظمات المجتمع المدني العاملة في المنطقة ولأبناء المنطقة في كل حزب عامل سلمياً أو حامل للسلاح وتكون أولوية نلزم بها حكومة الولاية والمعتمدين في الحكومات المحلية وتكون أولوية لكل تلميذ في مدرسة ولكل دارس في جامعة من أبناء المنطقة ولكل أمير قبيلة وأستاذ وتاجر وراعي وزارع في المنطقة من الدينكا والمسيرية وغيرهم .