دعوة البحث عن.. ثيمة الحب الأستاذة نازك يوسف.. تحية طيبة.. أرجو أن تفسحي لي مساحة في عمودك «حواف حادة».. وأن نفسح المجال للحديث عن رواية «سقف الكفاية» لمحمد علوان، وهي من أجمل ما قرأت فعلاً.. رواية غنية التعابير.. ملحمة أدبية حقيقية يقول فيها.. الرجل درع المرأة الواقي ضد كل ما هو خارجي ومؤذي، والمرأة درعه الداخلي من انقلابات روحه على جسده، كلاهما يحميان بعضهما، وإذا كانت المرأة قادرة على الاستغناء عن الرجل وحماية نفسها استناداً إلى المجتمع والقانون، فقد لا يجد الرجل ما يغنيه عنها فليس في قوانين الدنيا ما يحمي أرواحنا من الانهيار والتفتت لشح الحنان.. كنتُ أكثر رجال الدنيا اشتهاءً لكِ.. وكنتِ أنتِ ببساطة حدي الأخير الذي لا أتمنى بعده شيئاً من كل احتياجاتي الذكورية إلى الأنثى.. لذلك لم يكن الحب قراراً أسعى لأخذه بقدر ما كان قدراً يسعى لأخذي.. أي امرأة تلك التي ستكفيني بعد أن رفعت أنتِ سقف الكفاية إلى حد تعجز عنه النساء.. إن امرأة تحترم حب الرجل الأول، هي الوحيدة التي تستحق أن تكون حبه الثاني.. افترقنا.. إذن الذين يقولون الحبّ وحده لا يموت أخطأوا، والذين كتبوا لنا قصص حب بنهايات جميلة ليوهمونا أن مجنون ليلى محض استثناء عاطفي.. لا يفهمون شيئاً في قوانين القلب.. إنهم لم يكتبوا حباً، لقد كتبوا لنا أدباً فقط.. لا يكون الحب قراراً أبداً، إنه الشيء الذي يختار اثنين بكل الدقة ليشعل بينهما فتيل المواجهة، ويتركهما في فوضى المشاعر بلا دليل.. إن ما يُفَصِله لنا مجتمعنا من مبادئ قد لا يناسب أجسادنا.. فلماذا لا نفصل مبادئنا بأنفسنا ما دام الهدف الأخير ستر العورة؟ لا يوجد مولود يولد بأغلاله، إلاّ في بلدنا، هكذا يولد فيها الحب.. دائما يأتي الحب غريباً على نسق حياتنا، جديداً على أوراقنا وأحلامنا.. دائما يفرض نفسه جملة لحنية مبهرة في نوتة العمر.. لم تكوني أنت امرأة عادية.. حتى يكون حبي لك عادياً! كنتِ طوفاناً يجرف أمامه كل أشجار القلق، وجلاميد الترقب والتروي! كنت قادمة كوجه الفجر الذي يسقط رهبانية الليل الطويلة ! كنت نازلة على جبين الكوكب المهجور.. وبين يديك.. ماء.. وحياة.. ومخلوقات.. ودورة شمسية جديدة أي امرأة تلك التي ستكفيني بعد أن رفعت أنت سقف الكفاية إلى حد تعجز عنه النساء.. هذا السقف الشاهق.. معجزتك معي، ومأساتي معك.. هل أبدأ من مولد الحلم أم من مأتمه، هل أجعلها رواية أم رسالة، وإذا كانت راوية من سيمليها عليَّ، قلبي أم عقلي؟ وإذا كانت رسالة من سيحملها إليك منهما؟ هل يمكن أن يتجاهل شخص وجود سقف فوق رأسه؟ هل يمكن أن ينسى مقاتل لماذا هو في ساحة المعركة؟ هل يمكن أن أنسى لماذا أنا موجود في هذه الحياة، أنا أدب على سطح الأرض لأن عندي جملة أحلام أنت سقفها.. ومتى تحققت.. أنت لي.. أعجب لامرأة تريد أن تعيش حياة ً طبيعية، بينما تجعل حياتي كلها تسير في الاتجاه المعاكس للطبيعة تماماً.. لم أفهم أبدا لماذا يعلمون الأولاد دروس التفاضل على النساء، ولا يعلمونهم دروس التكامل معهن من أجل معادلة صحيحة.. نبراس الإمارات