حتى قبل ساعة واحدة فقط من المباراة لم نكن ندري إن كانت المباراة ستكون في موعدها أم ستؤجل إلى اليوم. وصول طاقم التحكيم الكنغولي في وقت متأخر من نهار الأمس جعل التكهنات تتضارب هنا وهنا ..فالبعض رشح الجولة للتأجيل..والبعض كان ينتظر البداية . وعلى حسب إفادات الأستاذ الرشيد بدوي عبيد ..أنه حينما تقرر قيام المباراة من قبل الحكم الكنغولي ..كان لاعبو المريخ في الفندق الذي يقيمون به , وفات عليهم إجراء تدريبات الأحماء الطبيعية قبل الجولة. هذا التردد في قيام المباراة يضاف إلى الصعوبات التي واجهت المريخ قبل خوض جولة الأياب أمام الغزالة التشادي. مضافا لذلك ..فإن ملعب المباراة كان سيئا جدا لدرجة هددت مسار الكرة في كثير من الأحيان. والنجيل الإصطناعي الذي يشكل أرضيه الملعب ..كان عائقا كبيرا أمام لاعبي المريخ الذين تغلبوا عليه بالمهارة العالية. ومن المعروف أن ملاعب النجيل الإصطناعي تحتاج إلى لاعبين مهرة لنقل الكرة ..بينما يعجز عن ذلك أصحاب المستويات الفنية العادية. إذن يمكننا أن نتحدث عن قهر المريخ للصعاب ..وعودته بنتيجة رائعة من تشاد تعينه كثيرا في جولة الأياب بحول الله تعالى. ضياع نصر مؤكد ü الآن نتحدث عن الجولة. فقد أضاع لاعبو المريخ فرصة أعلان تأهلهم إلى دور الستة عشر من أنجمينا عندما أرتضوا بتعادل إيجابي مع الغزالة التشادي. رأسية طارق مختار العكسية ..أعطت الغزالة التشادي حقا لا يستحق أن يناله ..بعد أن كان خاسرا بهدف مريخي كامل الجمال. الجميل في الأمر أن المريخ فرض أسلوبه على منافسه ..وقدم عرضا جيدا لا يقارن والظروف التي مرت بالفريق قبل أن يصل إلى ملعب المباراة. دفاع مريخي منتظم ..ومن خلفه حارس مرمى كان صاحيا طوال زمن اللقاء لم تشرد منه إلا كرة ولجت شباكه بشكل مفاجئ. وسط الفريق كان جيدا جدا ..ولحظنا برغم النقل السئ للجولة أن لاسانا وسعيد السعودي وبدرالدين قلق ..ومن ثم نجم الدين عبد الله ..شكلوا ساترا دفاعيا جيدا أمام خط الظهر ..وقدموا دعومات هجومية رائعة. وكعادته لعب النفطي دورا كبيرا في تغذية الهجوم المريخي بالكرات المتنوعة ..ومن أحدى لمساته الرائعة ..أتى الهدف المريخي الذي حمل بشريات مباراة العودة. تكامل الأدوار ..وتناسق خطوط اللعب أعطت المريخ حقا أصيلا بفرض كلمته على مضيفه التشادي ..وكان يمكن أن يظفر المريخ بنقاط الجولة كاملة على ضوء المستوى الذي ظهر به بجولة الأمس. ولكن كما يقال فإن (الحلو ما يكملش) ..خرج المريخ بتعادل نحسبه إنتصارا لكونه أتى من خارج الديار. مفاجآت الغزالة حتى الآن ..فإن الواقع يتحدث عن مقابلة وشيكة بين المريخ ..والترجي التونسي برسم دور الستة عشرة. المريخ خرج بنتجية تقربه كثيرا من ملاقاة الترجي الذي قهر منافسه برباعية بلا شك تضع له قدما بدور الستة عشرة. ولكن كل شئ وارد مع كرة القدم ..وهو الشئ الذي يجعلنا نحذر كثيرا من مفاجآت الفريق التشادي الذي ما كان في حساباتنا وهو ينازل بايليسا النيجيري ..ولكنه أرتقى لمقابلة المريخ. باكرا جدا ندق جرس الإنذار بإذن لاعبي المريخ إدارتهم الفنية ..فهذا الفريق قادر على إحداث مفاجأة غير منتظرة إن لم يجد الأحترام المطلوب.