بوصول بعثة الفريق التشادي ..تتحول الأجواء من الهدوء إلى النقيض منه ..ويصبح الجميع أمام مسؤولية كبيرة. لن يِأت لاعبو الغزالة التشادي إلى الخرطوم من أجل النزهة ..والوقوف على آخر التطورات التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم ..أو متابعة مجرى الإنتخابات السودانية التي تعتبر الآن هي الحدث العربي الأهم بعد إنتهاء أجل الإنتخابات العراقية. بل سيأتي لاعبو الغزالة إلى الخرطوم في ذهنهم ما فعلوه بنيجيريا ..عندما رشحهم الجميع للخروج الأكيد من أمام بايليسا ..فخيبوا كل التوقعات ..ومضوا قدما لمنازلة زعيم الأندية السودانية. ولا أعتقد أن مدرب الفريق التشادي جوليان نوكام، يرمي إلى رفع وتيرة الحماس عند لاعبيه ..عندما صرح للصحف وقال أنه سيصطحب معه ثمانية عشرا مقاتلا ..لخوض جولة الخرطوم ..ولن يثني عزمهم غير نهاية الجولة لمصلحتهم وخطف بطاقة الترشح من المريخ بقلعته الساحرة. من هنا يجب أن ننظر إلى جولة السبت الحاسمة ..فالتعادل الإيجابي بأنجمينا لا يكفي وحده ليكون مصدر الثقة الذي يجب أن يستمد منه لاعبو المريخ كل قوتهم. بل يحتاجون إلى رفع مستوى الجدية إلى أقصى حدودها ..والتعامل بمسؤولية مع المباراة لأن مباغتة الضيوف لن تكون مستبعده..بل سيكون هدفهم الأول والأخير هو إظهار وجه غير الذي شاهدناه بأنجمينا. كما أن هناك بعض الفرق لا تعرف اللعب إلا خارج الديار ، وتستفيد كثيرا من إندفاع الفرق المضيفة لها إلى الأمام وترك ثغرات دفاعية لم تظهر في مباريات الإياب ..ومن هنا يأتي الخطر حتى من أضعف الفرق. الوضع المريخي الحالي يشير إلى الإطمئنان ..بعد أن رفع كاربوني من وتيرة الإعداد ..بتدريبات صباحية ومسائية ..تختتم مساء اليوم بتمرين ختامي يصل من خلاله إلى العناصر التي ستدخل معسكر الفريق إستعداد لجولة السبت المهمة. بقي أن نلفت عناية محبي المريخ في كل مكان ..إلى أن مباريات المريخ الأخيرة شهدت تراجعا كبيرا في الحضور ..وربما كان ذلك لعامل نقل مباريات الدوري بالفضائية السودانية غير المشفرة وهو ما خصم كثيرا من حضور المباريات طالما أنها كانت متاحة دون تشفير على خلاف ما كان يحدث عندما كان الدوري بطرف راديو وتلفزيون العرب. نأمل أن يحشتد كل جمهور المريخ خلف اللاعبين في جولة السبت ..وأن ينصرف الجميع إلى تشجيع اللاعبين وحضهم على اللعب الجاد وتسجيل الإهداف. ودور الجماهير في جولة السبت يناصف دور اللاعبين في حسم التشادي. جماهير الأمل والمريخ وطالما الشئ بالشئ يذكر ..فيطيب لنا أن نشيد بأريحية جماهير الأمل عطبرة التي بادرت برد التحية لجماعة أولتراس المريخ ورابطة مشجعي الفريق بالثورات. تداعى جمع غفير من جماهير الأمل للوقوف خلف الزعيم في جولة السبت الحاسمة وذلك ردا لما قام به نفر عزيز من أبناء المريخ ..وذلك لتأكيد الروح السمحة بين جمهور الناديين. ولعمري هذه الإريحيات المتبادلة أهم بكثير من جلوس الأداريين وكتابات الصحفيين ..أو إطلاق المبادرات من الجهات المحايدة ذات الصلة ، فطالما أرضت القواعد التعامل الودي ونبذ التشاكس بين الطرفين ..بل وتمتين العلائق إلى أكثر من ذلك ..فلا حاجة لكتابات أو مبادرات ..بل تصفيق ..وتصفيق حار.