أم ضواً بان- محمد أحمد الدويخ - صبري جبور قال محدثي إن «الفقرا» بهذه البقعة المباركة يفضلون لفظة «أم ضبان» لاعتبارات كثيرة، منها ارتباط ذلك بتأسيس بقعة الشيخ (ود بدر) على يد الراحل العارف بالله الشيخ محمد بدر قبل (177) عاماً، ولكن لا ضير أن تحور الاسم إلى «أم ضواً بان»، فهو أيضاً يرتبط بنار القرآن وتقابة الذكر.. فالحشد الجماهيري الذي رفع رايات التهليل وآيات الذكر الحكيم ضم أطيافاً من الناس ظهر منهم الرسميون على منصة الحفل وظل آخرون في زهدهم الصوفي المعروف هم الذين أعنيهم بهذه السطور، لأنهم وحدهم يدركون كرامات ود بدر الولي الصالح والتي أبرزتها زيارة المشير عمر البشير إلى المنطقة أمس الأول على كافة الفضائيات التي وثقت للقاء دون أن ترصد حركة ذلك الدرويش «الناخب» لحزب الله وهو يدور في فلكه الخاص غير عابيء بما يردده المرشحون من أحلام محققة، الأمر الذي جعل الزملاء والزميلات من الإعلاميين يتجردون من حيادهم السياسي ويتضامنون مع انفعالاته الروحانية إلى درجة طلب «الفاتحة» والدعوات الصالحات، وقد فعلها زميلي المصور البارع «مبارك حتة» وهو يمسك بتلك اللحظة عبر كاميرته «الزميلة»، أيضاً قال الخليفة الطيب الجد الشيخ العباس خليفة الشيخ العبيد ود بدر، إن ارتباطهم بالشجرة يعود إلى تاريخ قديم عندما اتخذ الولي الصالح الشيخ محمد العبيد الشهير بود بدر (1226 - 1302ه) إحدى الأشجار الضخمة بين النخيرة وأم ضواً بان الحالية، منزلة له وأوقد تحتها تقابة القرآن وكانت مليئة بالنحل الكثيف وهو يقول قولته الشهيرة «أمانة يا أم ضبان بكره ما يكون ليك شان»، من هذا يأتي تمسكنا برمز الشجرة وعليكم بالشجرة وعلى أوتار الطار وذكر الله، وارتفعت وتيرة الحماس مع «عرضة الرئيس البشير» مع إيقاع المدحة المنساب «جابوها رجال» والكل ينشد ليلاه مختبئاً خلف «الضمير» «جابوها»، أهي اللالوبة أم الحكومة»، فقال الرئيس مادحاً الصوفية «هم الذين أدخلوا الدين والعجين في السودان»، مؤكداً أن الشيخ المؤسس العبيد ود بدر هو من أبرز المساهمين في حصار وتحرير الخرطوم وساهم في ترسيخ قيم الدين ونحن نتمثل أخلاقهم مثل كل السودانيين الذين يكرمون الضيف و«يضبحوا الشايلة»، ملامح وكرامات ود بدر ظلت خلف المنصة وأطفال زغب الحواصل يحملون الألواح والدواية وهم يمثلون رفعة الدين، كما شمخت مآذن بقعة ود بدر براياتها الملونة وعراقة التقابة ونار القرآن.