يقول- الأستاذ أحمد حسن الزيات في مقال له بعنوان- الإسلام دين القوة، شارعه الجبار ذو القوة المتين، ومبلِّغه محمد الصبَّار ذو العزيمة الأمين ثم يقول: هو قوة في الرأس لأنه يفرض على العقل توحيد الله بالحُجَّة، وتصحيح الشرع بالدليل، وتوضيح النص بالرأي، وتعميق الإيمان بالتفكير ويقول: هو قوة الرحمة والحكمة والعدل لا قوة السفه والجور، هو قوة الوحدة والجماعة. كان هذا النص من نصوص الشهادة الثانوية قبل نحو عقدين من الزمان، من كتاب أسهمت في تأليفه مع أساتذتي الأجلّة العلماء الأفاضل. تذكرت هذا الكلام عندما قرأت دعاية لأحد المرشحين للانتخابات القادمة، تقول عبارته(انتخبوا القوي الأمين) والعبارة جيّدة فيها نظر إلى القرآن الكريم في سياق قصة بنتي شعيب عندما لقيهما موسى وسقى لهما فعادتا إلى أبيهما في وقت مبكر يقول الله تعالى في ذلك(فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) ثم يقول تعالى(قالت إحداهما يا أبت أستأجره إنّ خير من استأجرت القوي الأمين). وما أروع أسلوب القرآن ودقته- يقول عنها- فجاءته إحداهما تمشي على استحياء، وما أروع الحياء صفة للمرء يزينها ويجملها! ويقول تعالى في وصف سيدنا موسى القوي الأمين! ولا ريب أن وصفها له بالقوة يشمل القوة الجسدية التي عرف بها سيدنا موسى والقوة المعنوية المتصلة بأمانته وهو يصحبهما إلى أبيهما، ولا ريب فالحديث الشريف يقول: المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، ويروى أن الصحابي الجليل أباذر الغفاري تطلعت نفسه للإمارة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف منه الضعف في قدراته الإدارية مع كلّ ما عرف به من الصدق والأمانة فقال له صلى الله عليه وسلم(إنها أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة). ألا تدور هذه المعاني في أذهان الناخبين وهم مقبلون على اختيار قائد قوي أمين يقود البلاد في هذه الظروف المحلية والدولية العصيبة؟!.لا شك أن الأمناء منهم يفكرون بدقة في سجل كل مرشح لهذا المنصب الخطير ولن تفوت على فطنتهم أن العقدين الماضيين شهدا أصعب وأخطر الأحداث التي مرّت بالبلاد، وأن الوطن بلغ درجة من التقدم السليم ما يجعل قوى الاستكبار تصوب كل سهامها عليه، ولكن بحمد الله وقف معه أحرار العالم في كل بقاع الأرض، ومن ثم جاءت فكرة اختيار القوى الأمين وفق تلك المعايير التي يأتي صدق التوجه لله تعالى في مقدمتها، ويأتي شبه الإجماع عازماً على اختيار الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير لمواصلة مسيرة الأمة التي سيكون رئيساً لها بكل أمانة وشجاعة إن شاء الله.