ليلة مختلفة عن كل الليالي تعيشها جماهير الكرة السودانية مساء اليوم بالاستاد المفخرة أي بالقلعة الحمراء بامدرمان في مباراة فرسانها من مصر والجزائر في إطار السباق المحموم بين المنتخبين لخطف بطاقة التأهل لكأس العالم وذلك في المباراة المعادة والفاصلة بين المنتخبين بعد أن تساوت الكتوف نقاطاً واهدافاً. سنتابع اليوم مباراة سيضاعف فيها الفريقان جهدهما وسيلعب المدربان بخطة محكمة تمنع الخصم من الاقتراب من المرمى وتمنح الفريق قدرة على الوصول لمرمى الخصم. كل فريق سيحاول أن يحرز هدف السبق حتى يفتح شهيته لإحراز هدف آخر وكل فريق سيحاول الإستفادة من أنصاف الفرص فاي فرصة تضيع في هذه المباراة ستجعل الفريق يبكي عليها بالحسرة والدموع. كل فريق في مباراة اليوم سيحاول تأكيد صدارته وأحقيته ببطاقة التأهل ، فالتعادل لا يكفي ولابديل غير الفوز لمن يريد التأهل ولذلك فسوف يكون الكل ملهوف لإحراز الأهداف. كل فريق سيحاول اللعب بالطريقة التي تجعله قادراً على تحقيق النصر ولكن الفوز لن يكون سهلاً والمباراة صعبة على الفريقين والانتصار يتطلب قدراً من الجدية على المستطيل الأخضر. تسعون دقيقة هي الفاصلة في المباراة الحرجة والعصيبة بعد أن بات الحسم قريباً فهل تكون الفرحة حمراء أم خضراء؟ وعلى كل فان المنتخبين كلاهما يتمسك بالأمل وكلاهما في سباق الحلم المشروع بالفوز يؤكد أن أماني الصعود ممكنة وكل الأمل أن يقدم المنتخبان الشقيقان مباراة ممتعة ولوحة من الفن الكروي الجميل ، وحقاً فإننا على موعد مع مباراة (تجنن) في امدرمان. المساندة لمصر واجبة لماذا؟ ارتياحاً دافئاً غلب على مشاعر أهل السودان عامة والشارع الرياضي خاصة باستقبال السودان للمباراة الفاصلة باعتبار أن هذا حدث مهم في تاريخ البلاد السياسي والرياضي ولكن مهما اختلفت بعض الآراء حول من يساند الجمهور فإنني أعود اليوم مجدداً بعد أن رحبنا بالأشقاء في الجزائر ومصر أعود وأقول إن المساندة لمصر واجبة فالفيفا لم يمنح السودان المباراة ولا الأشقاء في الجزائر والمصريون هم الذين منحونا هذا الشرف ذلك لأن مصر هي التي وضعتنا أولوية في الاستضافة هي التي اختارتنا ورأت أننا الأقرب لقلبها النابض بحبنا وجاءت القرعة متوافقة مع رغبة مصر ومع رغبتنا ايضاً فهم من نقل لنا المباراة ومن رأى اننا اولى ومن تعاطف معنا يجب أن نقف معه الا اذا كانت قلوبنا فظة لا قدر الله. الفراعنة اختاروا السودان لأنهم يرون أنهم سوف سيستمدون أمل التأهل من مساندتنا بوقفة صادقة ومساندة مخلصة انطلاقاً من الروابط الاخوية والتاريخية. نحن بالطبع نقدر الجزائر وهم إخوة وأشقاء أيضاً وهم محل ترحيبنا الشديد وقمنا وسنقوم بالواجب نحوهم لكن مساندتنا لمصر واجبة دون ان ننال من الاشقاء في الجزائر او نقلل منهم ونصفق لهم ايضاً في كل لعبة حلوة تخرج من أقدامهم أو هدفاً عانقوا به شباك الحضري ونحتفل معهم إذا كانت الغلبة من نصيبهم كل هذا سنفعله ولكن دون التخلي عن مساندة الفراعنة الذين تحفظ جماهيرنا أسماء نجومهم عن ظهر قلب ونتعلق بهم وتكاد شعبية أبو تريكة تنازع شعبية البرنس والعجب والحلاوة تزيد والفرحة تكتمل إذا صعدت مصر لكأس العالم عبر بوابة أم درمان لأنها عبّرت عنّا بصدق وهي تنقل لنا هذا الحلم الجميل وهذه التظاهرة الرائعة. في نقاط أن تتغنى المطربة السودانية ندى القلعة اليوم مرحبة بالأشقاء من مصر والجزائر فتلك لفتة وطنية تستحق عليها ندى التحية والتقدير. في المران البروفة الجزائري حرم الجمهور من متابعته لمزيد من التركيز، بينما فتح المصري كل الأبواب (والطاقة) للجمهور وتحول المران لتظاهرة في حب مصر. اتوقع أن تكون المباراة تكتيكية مفتوحة من الفريقين. كل مدرب في لقاء اليوم سيبذل اقصى جهد وسيقوم بانتقاء أفضل العناصر وكل لاعب سيحاول اقتحام التشكيلة لأن مشاركته في المباراة التاريخية ستكون وسام على صدره.