يبدو أن الفرصة ستكون مواتية للهلال اليوم للصعود لدور ال 16 عندما يستدرج فريق افريكا اسبورت العاجي للقلعة الزرقاء بأم درمان في مباراة مصيرية وفاصلة ومهمة وغامضة أيضاً وبالرغم من أن الحظوط متكافئة من الناحية النظرية باعتبار التعادل السلبي الذي انتهت عليه مباراة الذهاب في أبيدجان ولكن يعلق الأهلة آمالاً عريضة بالفوز خاصة وأن عاملي الأرض والجمهور في مصلحة الأزرق بالرغم من أن الأجواء التي أحاطت بالمباراة وسبقتها لا تبعث على الاطمئنان الكامل لأن الأداء في أبيدجان لم يكن مقنعاً بالرغم من أن الفريق فرض التعادل على الخصم والأداء في أبيدجان على علاته إلا أن الفريق نزل منه بمعدلات خطيرة فخسر في كادوقلي كورة وحرارة قلب من أولاد الجبال وبكل عين قوية ذهب الهلال الأب يبحث عن الفوز عبر أبواب أخرى بعيداً عن البساط الأخضر وحتى مباراة الخرطوم الأخيرة كادت النقاط أن تتسرب من بين يدي نجوم الهلال بشكل غريب وكان يمكن للفريق أن يخسر لو لا أن المباراة قد أقيمت باستاد الهلال وأدى نجوم الفريق المباراة والخوف يسيطر عليهم من غضب جماهيرهم التي وصلت إلى حالة الاحتقان! واليوم والفريق يدخل مباراة أفريقا اسبورت نقول إن كل أماني الهلال في الفوز ممكنة ولكن بشروط وأهم الشروط أن ينتزع الفريق الثوب الذي ارتداه في مباريات الممتاز فكل مبارياته منذ انطلاقة المنافسة هذا الموسم، وفي إطار المصداقية والشفافية الواجبة يجب أن نقول للاعبي الهلال إن كل مباريات ونتائج الفريق لم تسعد الجماهير ففي كل المباريات شهدنا أداءً خجولاً وجنائزي حفل بالتقاعس وبالتحضير الكثير والممل وشهدنا فشلاً وخيبة أمل واضحة في هز الشباك ففي كل المباريات جاء الفوز بالتيلة وبعد مخاض صعب وباهداف قليلة بعد أن تعاملت معظم هذه الفرق مع الهلال بكل الندية ولعلني لا أبالغ اذا قلت إن الهلال كسب بعض المباريات في الممتاز وكان يجب أن يخسرها. إذن فالهلال اليوم مطالب بأن يتخلى عن الأداء المحلي إضافة لأداء مباراته الأفريقية في أبيدجان لأنها لم ترضي الطموح ولو لعبها الهلال بمستواه الحقيقي والمألوف لعاد منتصراً وليس متعادلاً. فالهلال مطالب بالتخلى عن أداء الدوري المحلي ومطالب بارتداء قفاز التحدي ولو خاض المباراة على ذلك المنوال سوف تتراجع الحظوظ ويتضاءل الأمل ويصبح في موقف لا يحسد عليه. التعادل السلبي الذي انتهت عليه مباراة أبيدجان يجب ألا يدفع الأزرق للإطمئنان فله أثاره السلبية وأخطاره، فالنتيجة في أبيدجان سوف تشعل المنافسة وسوف تجعل الخصم يدخل في سباق محموم من أجل أحراز هدف يحاول به -لا قدر الله- أن يربك حساباتنا الفنية ويلخبطها ولذلك يجب أن يكسب الهلال سباق الهدف الأول لأن هذا الهدف سوف يفتح شهية الجماهير ويجعل المدرجات تقلي وتدفع الفريق لأحراز مزيد من الأهداف. كل أماني الهلال ممكنة بشرط أن يفرض الفريق أسلوبه معتمداً على خط الوسط وهي المنطقة التي تلعب الدور الأكبر في تحديد الفريق الفائز مع ضرورة الاعتماد على الأطراف سواء لايقاف خطورة الخصم أو المساهمة بشكل إيجابي في بناء الهجمات أو فتح الثغرات في صفوف افريكا اسبورت. هناك إحساس عام بفوز الهلال وكل أحلام الأزرق ممكنة بشرط اختفاء الأخطاء الساذجة للدفاع وحارس المرمى لأن ولوج هدف لشباكنا سيضع الجميع تحت ضغط نفسي رهيب مطلوب اللعب بهدوء بعيداً عن العصبية الزائدة وأن نعمل ألف حساب لأي صحوة متوقعة للضيوف في الخرطوم وأن نجعل من خبرتنا في خدمتنا والخبرة دائماً تصنع الفارق، فالهلال أكثر مهارة وسرعة وخبرة وعلى المدرب أيضاً أن يلعب بالطريقة الموضوعية التي تتناسب مع امكانيات وقدرات اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في تنفييذ الجوانب الخططية. وأخيراً الهلال مطالب بالظهور القوي حتى يسترد هيبته المحلية والأفريقية ويرسم الابتسامة الحقيقية عبر شفاه جماهيره الوفية.