رحل أستاذنا مصطفى عالم.. رحل الكاتب الرياضي المعروف ليبكيه يوم رحيله الوسط الرياضي، ويحزن لفقده الوسط الإعلامي، ويفقده القراء الذين عرفوه كاتباً مميزاً عفيف القلم، لا يجنح للمهاترات والإساءات، وعالم الذي عرفناه رجلاً نسمة في دنيا الصحافة، يلقاك في تواضع الكبار، لأنه عاش كبيراً بأخلاقه وسلوكه وقدراته الصحفية، التي أهلته لأن يكون رقماً كبيراً من أرقام الصحافة الرياضيين، لهذا حزنا على فقده، وكان وقع الخبر الذي تلقيته فجراً من الأخ نادر حسن عالم ابن أخيه الموظف بالبنك العقاري، والذي بعث لي برسالة عبر الهاتف ناقلاً فيها الخبر الحزين، الذي قبل أن يجف دمعنا فيه على أستاذنا مصطفى عالم، فجعنا برحيل الصحفية الإنسانة بت البلد عفاف بخاري، التي كانت تشكل نسمة أخرى في هجير الصحافة، حيث كانت أختاً للجميع وظلت حريصة على أن تنذر نفسها من أجل خدمة كل من تعرفه، الشئ الذي جعلها تتجه للعمل النقابي الذي وجدت فيه نفسها، وكانت عندما تلتقيك تحس بأنك أمام امرأة مختلفة في كل شئ، أمام إنسانة تجبرك على أن تحترمها، وتجبرك على أن تقف إجلالاً لها ، فهي قد عاشت بيننا بالخلق الرفيع، والقيم العالية، التي كثيراً ما نفتقدها عند الكثيرين في زماننا هذا.. ولأن عفاف بكل هذه القيم أختارت مؤخراً أن تدير إعلام الهلال الأحمر الذي يهتم بمداواة أمراض وجروح الناس، ويعمل على التضحية من أجل إسعافهم.. وقد عرفت عفاف عن قرب خلال سنوات المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين السابق، الذي كنت أحد أعضائه، وكانت عفاف من السواعد القوية، خاصة في مجلس الصحافة.. وعندما أخطرني صديقنا وزميلنا أحمد الشريف بمرضها ظللت أسأل الله لها باستمرار عاجل الشفاء، إلا إن إرادة الله شاءت إن تنتقل عفاف من دارنا لدار خير منها، ذهبت إلى ربها وتركتنا نعيش الحزن عليها، فلا شئ نملكه غير الحزن والدموع والدعاء لها بالرحمة والمغفرة، لتظل صورتها في أذهاننا، ومواقفها المشهودة عالقة في مخيلتنا، فالكبار يذهبون بأجسادهم.. بينما يبقون بيننا بما علمونا له من قيم رفيعة. ü أخيراً: دعونا في أحزان الصحافة نرفع الأكف في شهر أحزان الصحافة، نرفع الأكف للراحل أستاذنا مصطفى عالم، والراحلة عفاف بخاري بأن يسكنها الله فسيح جناته ويلزمنا الصبر وحسن العزاء (إنا لله وإنا إليه راجعون).