أخيراً وقبل انطلاق صافرة البداية، بداية السباق الانتخابي الحر، انسحبت معظم أحزاب تحالف جوبا، فهاهي النوايا الشريرة لتفتيت البلاد وتجزئته، وقد اتضحت كلياً وبلا مواربة، إذ إن تلك الأحزاب ظلت تحيك المؤامرات ضد المؤتمر الوطني منذ اجتماعها الأول في جوبا، فهمها الأول هو اسقاط النظام الحاكم وكنسه من خارطة الحياة السياسية، وبعد الفشل الذريع في تنفيذ تلك المؤامرات بدعم خارجي، لجأت مؤخراً إلى إعلان الإنسحاب من التنافس الحر في مضمار السباق الانتخابي. على القوة السياسية أن تدرك أن إشعال الفتنة في بلد مأزوم أصلاً، سيخلِّف نتائج كارثية، وعليها أن تتقي الله في نفسها أولاً وفي الشعب السوداني ثانياً، إذ إن المشاكل (العويصة) في دارفور والاستفتاء المنتظر إجراؤه في جنوب السودان (2011)، يتطلب الحكمة والبعد عن المناورات والتكتيكات السياسية قصيرة النظر، التي ستفضي إلى واقع مظلم وكئيب، كان الأمل في الأحزاب الكبيرة كحزب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، قبول التحدي ومنازلة المؤتمر الوطني، لما لهم من تاريخ ناصع في الانتخابات السابقة، وقواعد لا يستهان بها، ولكن تلك الأحزاب بددت أحلام منسوبيها رغم الآمال العراض التي نسجوها طيلة الشهور الماضية، نعم قد يكون هناك قصور في أداء المفوضية القومية للانتخابات، لكن ذلك لا يمنع من مثابرة تلك الأحزاب والإصرار على تقويم الاعوجاج بالمفوضية، سيما وأن الأخيرة ظلت تقبل دائماً وأبداً ملاحظات ومذكرات الأحزاب المتعلقة بالخروقات في التسجيل وتوزيع الدوائر الجغرافية، واعترفت بالخلل الرئيسي في نتائج التعداد السكاني، وأجلت بموجبه الانتخابات في جنوب كردفان لمدة (60) يوماً. على المرشحين الذين أعلنوا انسحابهم أن يراجعوا موقفهم، لأن السودان في أشد الحاجة لإجراء انتخابات مراقبة إقليمياً ودولياً، ليقول الشعب كلمته ويختار من يحكمة دون إملاءات وشرط أو خوف، تحقيقاً لطموحات جماهير تلك الأحزاب في المقام الأول والأخير، وعلى المؤتمر الوطني باعتباره الحزب الحاكم أن يلتفت لمطالب الأحزاب، باعتبارها مطالب عادية وليست مستحيلة، تمكيناً للمشاركة الكلية في الانتخابات من أجل الوطن وليس من أجل شئ آخر.