يوم امس السبت كانت الذكرى السابعة عشرة لرحيل الموسوعة الغنائية المطرب النعام آدم؛ ابن الولاية الشمالية الذي دون اسمه بحروف من ذهب في مسيرة الغناء السوداني و ترك بصمة لا يمحوها غبار السنين على آلة (الطمبور) التي عرف بها.. فعندما يُذكر الأسطورة النعام آدم تذكر معه آله الطمبور التي عمل على نشر ثقافتها في كل ربوع الوطن الحبيب، فالراحل انتقل للقاء ربه في الثالث من أبريل للعام 1994م بعد رحلة عطاء ومسيرة حافلة. (آخرلحظة) قامت بزيارة لأسرته وجلست إلى ابنه اليسع ليعرفنا على مسيرة الوالد وما لا يعرفه الناس عن النعام آدم. متى كانت بدايات النعام آدم في الغناء؟ - البداية كانت في خمسينيات القرن الماضي حيث بدأ الغناء بالولاية الشمالية منطقة (منصوركتي)، وهي منطقة شاملة لعدة قرى وتحديداً كانت البداية من مسقط رأسه منطقة (الكلوت)، وفي عام 1959م جاء الوالد إلى الخرطوم للعلاج واقترح عليه الأستاذ الناقد الفني ميرغني البكري الذهاب للإذاعة، فقد كان الوالد يغني في الإذاعة والتقى بكل من علي الحسن مالك وعبد المطلب الفحل وقاما بتذليل المصاعب التي واجهته، ثم بعد ذلك رجع للبلد ثم عاد إلى الخرطوم وسكن منطقة السجانة بوسط الخرطوم، وهي منطقة عامرة بالثقافة والفن ومن هنا ذاع صيت الوالد وعُرف النعام آدم. ما لا يعرفه الناس عن المطرب النعام آدم؟ من الأشياء التي لا يعرفها الناس عن الوالد أنه كان عازفاً بدرجة ممتازة لآلة (العود)، كما أنه كان يغني للحقيبة. وفي تلك الفترة كانت الرحلات التي يذهب فيها مجموعة من الفنانين إلى الولايات وهذه لعبت دوراً أكبر في علاقة الوالد بالفنانين الكبار والتي من خلالها تغنى بالحقيبة. ولكن همه الكبير في نشر ثقافة المنطقة وتعريف الناس (بالطمبور) حالت دون معرفة الناس بهذه الأشياء عنه.. وهذا في جانب الغناء ولكن من ناحية أخرى فالوالد كان يتنبأ بأي شيء ويحلل الشخصيات، فكان له بعد نظر كما أنه كان يقوم بحل بعض القضايا وهذه موهبة حباها أياه الخالق، كما أنه كان شخصية محبوبة عند الناس.. ولكن تأتي المفاجأة التي لا يعرفها الناس عن النعام آدم بأنه كان جندياًً محارباً.. ويضيف ابنه: إن الوالد كان له خلاف مع الرئيس الراحل نميري والذي قضى بمنع الوالد من الغناء عبر وسائل الإعلام (التلفزيون والإذاعة)، وكان رد والدي بأنه يعرف كيف ينشر أغانيه وذهب للجنوب وقام بإحياء عدد من الحفلات الترفيهية للجيش. هل هناك معاش من قبل الدولة له أو لأسرته؟ ليس هناك معاش له وبالطبع ليس هناك معاش يقدم لأسرته، وكانت الدولة قد وعدت بمعاش للوالد ولكن لم نره حتى اليوم، وعند ذهابنا للدكتور عبدالقادر سالم أوضح لنا أن الدولة لم تصدق عليه بعد، كما كان لدينا كشك في السجانة سمى بالصلات الطبية لانه منح في برنامج الصلات الطيبة للوالد وتمت إزالته في 2002م، وأخيراً تحصلنا عليه. هل لدى أحد منكم موهبة الغناء وإن وجدت لماذا لم تتجهوا إلى هذا المجال؟ - نعم لدينا موهبة العزف على الطمبور والغناء كذلك، ولكن رؤيتنا لتجارب بعض أبناء الفنانين وكيف انهم وقفوا في في المحطة الأولى حالت دون اتجاهنا لهذا، كما أننا نريد المحافظة على إرث والدنا ناصعاً. هل هناك من يتغنى بأعماله بموافقتكم؟ - هناك الكثير من الفنانين يتغنون بأغانيه بعضهم يستأذن منا والبعض الآخر لا يستأذن، ولكن ما يحز على نفوسنا هو أن هناك الكثير من الشعراء الكبار الذين تعامل معهم النعام آدم سلبوا حقه في الالحان، فقاموا بنسبة بعض ألحان الأغنيات لهم على الرغم من أن الوالد كان معروفاً لدى الكثير؛ بأن جميع أغانيه هي من ألحانه عدا واحدة شارك في تلحينها الفنان وردي.. وأضاف: نحن نتحدى أي شاعر يقول بأن هذه الأغنية من ألحانه أن يتغنى بها بآلة الطمبور وعندها سيعرف الناس الفرق. صنقع.. دنقر الطبيب قبل أن يقول لمريضه المدمن وهو يمسك نتيجة الفحص:- بصراحة نسبة (الدم) في (كحولك) بسيطة!!