القرار الذي أصدرته الحركة بسحب ترشيح مرشحها للرئاسة ياسر عرمان، لم يقابله المرشح بالرضاء والتسليم، وقد قال في اجتماع مغلق مع مقربين منه إن قرار إبعاده عن السباق الرئاسي وراءه صفقة بين الفريق سلفاكير رئيس الحركة ورئيس الجمهورية المشير البشير، ونائبه علي عثمان، منتقداً عدم مراعاة حركته لتاريخه النضالي، ولم يكتف بذلك، وإنما أخذ يجري محاولات مستميتة لإعادته للسباق، واجهاض القرار، وقد أثر بتحركاته في آخرين للحديث في ذات السياق مثل مبارك الفاضل، الذي قال لقناة العربية إن ما جرى صفقة بين الشريكين تفضي بسحب مرشح الحركة الشعبية من انتخابات الرئاسة، مقابل تسهيل انفصال الجنوب، والاتفاق على ترسيم الحدود.. ولا نشك في أن فرفرة عرمان ستمر دون أن تحقق شيئاً.. أما في الجانب الآخر فإن ما يذكره مقربون من الحركة، وعارفون ببواطن الأمور فيها، يكشف أن الحقيقة لا علاقة لها بما يشيع عرمان، وأن القرار الذي أصدره المكتب السياسي جاء وفق معطيات وحقائق رأت الحركة بعدها إنها أمام خيارين، أما الاستمرار في سباق عرمان الخاسر بتداعياته السالبة على سمعتها، أو الانسحاب والحفاظ على صورتها التي رسمتها في أذهان الناس، والتي ابتعد عنها عرمان في حملته الانتخابية، التي جاء تقييمها بأنها صورت الحركة الشعبية، وكأنها ضد القيم السودانية والموروث، وقدمتها كأنها حركة شماسة، كما أظهرت لها حملته عدم امكانية فوز عرمان الذي أبدى صراعاً بين اليساريين والإسلاميين، وهو ما لا دخل للحركة فيه، إضافة للصراعات التي أبرزتها مع بعض القبائل في شرق السودان، والنيل الأبيض، ودارفور، وبجانب التصدع في قطاع الشمال، وانقسامه إلى جناح خاص بعرمان وآخر ضده، كما يجب ألا ننسى أن للحركة أصدقاء بالخارج وتعاملات مع منظمات دولية، تقرأ الأحداث وتحللها، وربما كان لها رؤيتها بجانب أمريكا، ويلاحظ المراقب أن الذين يتبنون مناهضة القرار بشكل واضح، هم الشيوعيون الذين كانوا يعولون على عرمان في كل شئ. أخيراً: إن الحملة التي يقودها عرمان ضد مكتبه السياسي ويسانده فيها الشيوعيون، لن تعيده للسباق بحكم أن الحركة لن تقدم على قرار يظهرها في هذا الوقت بأنها مترددة، إضافة للتباين بين الحركة والشيوعيين، الذين يناهضون القرار.. كما نتوقع أن تعقب القرار الجرئ الذي أصدره المكتب السياسي للحركة قرارات أخرى تصحيحية ما أحوج الحركة إليها.