يا للحسرة وبؤس الحال.. أندية مدني بالممتاز باتت (ع الحديدة) بعد أن نصب الفقر خيامه في مضاربها.. وعشعش البؤس في خزائنها ولولا بقية كرامة وبعض حياء لخرج إداريوها يتسولون في الأسواق وهم يرددون: لله يا محسنين. الأجهزة الفنية في كل ناد عاوزة فلوسها بالكامل يوم 30 وإذا تأخر الصرف بضع أيام أعلنوا العصيان و(حرنوا)عن العمل وفي مقدمتهم (أبو السيد)الذي لا يعرف (يمة أرحميني)ومرتباتهم لا تقل عن خمسة عشر ألف جنيه في كل ناد. المعسكرات تكلفتها الشهرية لاتقل عن خمسة عشر ألف جنيه إن لم تزد.. أما عن الأسفار فكل بعثة مغادرة تحتاج الى قرابة الأربعة آلاف من الجنيهات هذا بخلاف حوافز الفوز والعلاجات وهلم جرا. تلك هي المنصرفات فماذا عن الإيرادات؟.. بعد إحجام جمهور ودمدني عن ارتياد الإستاد لأسباب اقتصادية فإن معظم المباريات التي تؤديها فرق مدني على أرضها ويفترض أن تحصد دخلها فإنها مع الأسف تنال السراب لأن الدخل لا يغطي مصاريف المباراة فيضطر اتحاد الكرة لتغطية العجز من خزينته.. عدا مباريات الهلال والمريخ التي ينتظرها الدائنون بفارغ الصبر لاسترداد ديونهم. ومع استمرار هذا الانهيار الاقتصادي المريع وتفشي وباء الفقر المدقع مع انحسار دعم رجال المال والأعمال الذين هاجر بعضهم بأعمالهم وأموالهم صوب العاصمة بينما أفلس البعض الآخر فلا يلوح في أفق الخلاص إلا أحد حلّين لا ثالث لهما.. إما أن تغلق إدارات الأندية أبوابها وتسلم المفاتيح الى السيد رئيس مجلس الشباب والرياضة.. وإما أن تدق حكومة الولاية صدرها وتشيل الشيلة بدعم أنديتها. صحيح أن سعادة الوالي البروفيسور الزبير بشير طه اجتمع بإدارات الأندية في بواكير عهده ودعمها بمبلغ 50 ألف جنيه لكل ناد.. وصحيح أيضا أن حكومة الولاية لازالت ملتزمة بدفع مبلغ خمسة آلاف جنيه شهرياً منذ أيام حكومة سر الختم ولكن يا ترى ماذا تساوي هذه الجنيهات القليلة في مواجهة الصرف الضخم الذي تتكبده الأندية. وحتى هذه المنحة المتواضعة التي تصرفها الأندية على إعاشة لاعبيها .. باتت مهددة الآن بالتوقف بعد أن تم تحويلها من وزارة المالية الى مجلس الشباب والرياضة الذي يتولى بدوره صرفها للأندية.. وفي أول بادرة قام بحجبها عن النادي الأهلي بحجة إيفاء مستحقات مدرب النادي السابق سيد سليم الذي التزم له السيد رئيس مجلس الشباب والرياضة مولانا عثمان أبوقناية بدفع مستحقاته ففرح الأهلاوية حينها وهم يتوهمون أن سيادته سيدفع المستحقات من خزينة وزارته.. فإذا به يفاجأهم بخصمها من دعمهم الشهري.. الأمر الذي أثار موجة من الغضب والاستياء في أوساط النادي الأهلي ودفع أحد كبار مشجعيه أن يرفع صوته عالياً متسائلاً: معقولة.. مولانا عثمان أبو قناية ولدنا الجابو لينا فزع يبقى وجع؟.