ü بعض أحزاب المعارضة تعرت تماماً بعد أن سقطت ورقة التوت التي كانت تتستر وراءها.. وها هي تكشف للناخب السوداني أنها أحزاب أكل عليها الدهر وشرب.. أحزاب مهترئة وبالية تفتقد إلى المصداقية في التعامل مع الواقع السياسي المعاش، وما زالت تفكر بعقلية يعشش فيها وهم اسمه السلطة لهم لا لسواهم، بمعنى أنهم ورثة السلطة.. وعاشوا على هذا الوهم أكثر من عقدين من الزمان.. لكنهم أبداً لم يزيلوا الغبارالعالق منذ سنوات عن أجسادهم.. وهذه الأحزاب تلهث وراء الرئاسة حتى ولو كانت بلا نفوذ.. ü الانتخابات كيف تكون مزورة وغير نزيهة وهناك مباركة لقيامها من الدول الكبرى والمراقبين المحليين والمراقبين الإقليميين من الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية، ومن الخارج ومراقبين من الإتحاد الأوربي والمراكز العالمية كمركز كارتر.. وبعد أن شهدت كافة الاستعدادات لقيامها اليوم، و1700 مراقب للانتخابات وقيام المفوضية القومية للانتخابات باتخاذ كافة الاحتياطات لضمان إجراء انتخابات خالية من أي شوائب سياسية. ü الأحزاب التي قاطعت الانتخابات ولم يتبقّ من إجرائها إلا ساعات قليلة.. فقدت مصداقيتها وسمعتها لدى الناخب السوداني ولدى قواعدها الجماهيرية.. فكيف تواجه قياداتها قواعدها الجماهيرية بعد عزوفها عن الممارسة الديمقراطية والمشاركة في الانتخابات لتحديد موقفها ولمعرفة وزنها السياسي بين الأحزاب السياسية الموجودة، فالمبررات التي ساقتها الأحزاب المقاطعة للانتخابات غير مقنعة حتى لدى المهتمين بالشأن الانتخابي بالداخل أو الخارج.. والسؤال هنا إذاً ما جدوى أن تملأ المعارضة الأجواء السياسية بالصياح والعويل على الديمقراطية وحرية الرأي التي تعمل ضدها ولا تريد اللجوء إلى صناديق الاقتراع لممارسة حقها للوصول للسلطة. ü نعم إنها الأحزاب التي ما زالت تحلم بأنها ورثة السلطة لسودان تظن أنه ملك لهم وليس سواهم.. فليكن هذا تفكيرهم.. لكن كيفية الوصول للسلطة.. باستعمال العنف والوقوف ضد تيار التغيير الجارف.. أم بممارسة أسلوب ديمقراطي سليم وطبقاً للقانون للوصول إلى سدة الحكم؟.. أخطأت بعض قيادات الأحزاب عندما روجت الأكاذيب والإدعاءات بأن الانتخابات مزورة وغير نزيهة قبل إقدام الناخبين إلى صناديق الاقتراع.. لكنها حسناً فعلت بانسحابها، لأن ما تبقى من ناخبيها سيتوجه للتصويت لحزب المؤتمر الوطني.. فهل تستطيع الأحزاب المقاطعة منع الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع.. سؤال..!! ü عموماً اليوم يشهد السودان حدثاً جديداً، حيث يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم بعيداً عن المؤثرات، فالصورة الآن واضحة ولا تحتاج إلى رتوش.. لذا فأي اتجاه للتزوير أو التلاعب غير وارد ولن يفعلها حزب المؤتمر الوطني كما يتوهم قيادات المعارضة.. وكما يقولون «إن حزب المؤتمر الوطني حاسبها صح»، المعارضة أخطأت خطأ جسيماً عندما ظنت أن الانتخابات فرصة ذهبية لإسقاط النظام.. تارة باستخدام نظرية التشتيت، وتارة أخرى الركوب على ظهر حصان الحركة الشعبية التي تخلت عن المعارضة الشمالية ورأت أن من الأفضل لها أن تضع يدها مع شريكها في الحكم لتحقيق هدفها.. الانفصال عبر الاستفتاء على تقرير المصير في يناير القادم. ü الانتخابات ضرورية كخطوة للاستفتاء وإن كانت كل المؤشرات الآن تقود إلى أن نسبة قليلة من الجنوبيين يميلون نحو الانفصال وتكوين دولة، إلا أن المنطق أيضاً يقول إن هذا الأمر يحتاج إلى تفكير عميق من قبل قيادات الجنوب.. ودراسة متأنية للسلبيات والإيجابيات للانفصال.. فميلاد دولة جديدة ليس بالأمر الهين.