ü يبدو أن عنوان المقال غريباً ومثيراً للدهشة.. وحتى الآن الانطباع السائد لدى المعارضة أن الانتخابات مزورة ويشوبها عدم النزاهة، هذا ما رددته المعارضة قبل أن يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع قبل يومين. الآن الصورة واضحة تماماً للناخبين والمراقبين المحليين والإقليميين والدوليين و وسائل الإعلام المحلية والدولية. إن ما روجت له المعارضة عن الانتخابات والطعن فيها ما هو إلا محاولة يائسة لإفساد الجو السياسي وتشويه صورة السودان إقليمياً ودولياً.. وقدحاً في النظام الحاكم. ü المعارضة بعد مرور يومين من الاقتراع أصبحت في موقف لا تحسد عليه.. وبرهنت أحزابها أنها تضيق ذرعاً بالديمقراطية ولا تحتمل وجودها.. فهي بتركيبتها التاريخية أحزاب مفككة ومسلكها الذي دأبت عليه ستة عقود من الزمن هو الديكتاتورية المتمركزة لدى شخصية الزعيم مع أنها تظهر للعيان أنها ترتدي لباساً مطبوع عليه شعار الديمقراطية. وفي الحقيقة داخل الحزب غياب كامل للرأي وحرية الرأي.. ولنا هنا وقفة فكل الأحزاب التي قاطعت الانتخابات كان قرارها نابع من قمتها دون الرجوع للقواعد أو مداولة الأمر معهم. ü ونحن اليوم نشهد أحداث اليوم الثالث وربما الأخير من الانتخابات حسب جدولة المفوضية القومية للانتخابات و ما رددته المعارضة وأحزابها من تراشقات واتهامات وتصريحات عارية من الصحة وليس هنالك مبررات أو أسانيد تؤيد إدعاءاتهم ، بل بات واضحاً للعيان أن المعارضة وأحزابها هدفها الأساسي الوصول للسلطة معتمدين على العنصر الأجنبي وبث الشائعات لإحداث هزة داخلية وصولاً للفوضى العارمة. ü وقعت المعارضة في كمين عدم المصداقية الذي نصبته للغير فهي الآن خدعت جماهيرها وقواعدها التي تدعي دائماً أنها ما زالت مرتبطة بها.. لكن الواقع المعاش والتغيير الذي اعترى كل مناحي الحياة كان بمثابة الضربة القاصمة للأفكار التقليدية والبالية التي اعتنقتها أحزاب الأمس وشرَّبتها للبسطاء والطيبين.. وكانت القواعد الجماهيرية للأحزاب المعارضة على موعد مع القدر حينما اصطدمت بالحقيقة المرة أن أحزابها غير جادة وليست جديرة بنيل ثقتها. ü لا ينكر أحد أنه ومنذ انطلاقة صافرة الانتخابات وتوجُّه الناخبين إلى صناديق الاقتراع وبكل ثقة واطمئنان وبدون أي تأثير من جهة، سارت الأمور سيراً حسناً عدا بعض الأخطاء الفنية واللوجستية.. وهذا بالطبع لا علاقة له بالتزوير أو التلاعب في العملية الانتخابية.. لذا ندمت الأحزاب المقاطعة على عزوفها من ممارسة حق ديمقراطي أصيل وحاولت تموية الجماهير.. لكن الحقائق الدامغة التي لا تؤمن بها المعارضة كانت رداً شافياً لكل خطرفات المعارضة. ü عموماً ماذا تقول المعارضة المقاطعة للانتخابات.. هل تستمر في نشر أكاذيبها وشائعاتها بأن الانتخابات مزورة وغير نزيهة وإذا قالت ذلك.. كيف تواجه هذه الأعداد الضخمة من المراقبين الذين أدلوا بملاحظاتهم، وهم شهود عيان، بأن الانتخابات لم تشهد أي حالة من التزوير أو تلاعب في التصويت من قبل النظام الحاكم.. وعليه فإن كان هنالك تزوير فمكانه في عقلية المعارضة.. لابد للمعارضة أن تؤمن بالعملية الحسابية 1 + 1 = 2 لكن بعد ظهور النتائج فسيهتف الجميع «المعارضة زورت الانتخابات».