ما نسيناك.. جاي تعمل إيه معانا.. بعدما بدلتنا.. ما سقيناك أحلى ما في عمرنا.. من عواطف.. ومالقيناك.. جاي تعمل إيه بهذه الكلمات تذكرت صديق عمري... زميل رحلة الحياة.. وضابط الشرطة الموهوب.. وريحانة مجالس الكلية وملك الطرفة الساخرة والشاعر الفذ الموهوب أبو آمنة حامد الذي كتب لنا (ناصريون نعم).. و(سال من شعرها الذهب).. و(ما نسيناك)، وغيرها من الروائع.. وإذا كان أبو آمنة حامد قد عاتب حبيبه ساخطاً بعد كل الغيبة.. فأقول لأبي آمنة حامد أيها الحبيب الغالي ما نسيناك أبداً ولن ننساك أبا ناصر مهما طال العهد وتطاول الزمان... فأمثال أبو آمنة لا ينساهم المرء مهما تطاولت الأيام.. بل يظلون خالدين في ذاكرة التاريخ ووجدان الأمم.. ورحلتي مع صديق العمر أبو آمنة حامد ظلت عامرة وممتدة في أيام السراء والضراء، وأيام اليسر والهناء، والبؤس والشقاء.. وقد مر أبو آمنة بكل هذه المراحل وكل هذه الأودية المعشبة والقاحلة ذات الكلأ الأخضر اليافع، وذات الرمال الجافة الحارقة الصفراء، ولكنه في كل تلك الأحوال ظل أبو آمنة الساخر القوي.. العبقري المتمرد.. والفيلسوف ذا الرؤية الثاقبة للدنيا كلها.. وللناس والحياة.. لم تهزم شخصيته الأحداث ولم تهد بنيانه عواصف الزمان، بل ظلت بسمته وشخصيته كما هي، وظلت تأملاته في هذا الكون كيوم ولدته أمه صفاء ووضوح رؤية.. فعاش حياته كما يهواها بروح الفنان.. وتحمل من عواصفها ما تنوء به الجبال وآخرها رحيل أحب فلذات كبده إليه قبل رحيله بأسابيع وهو يؤدي واجبه شهيداً في أشرف ميدان.. رحل أبو آمنة حامد.. ومن طرائف القدر وتصاريف الأقدار.. بل تصاريف الوفاء.. لحقت به شريكة حياته.. ولم يكمل الأربعين.. فالتقت أرواحهم الثلاثة الابن والزوج الرؤوم التي آثرت أن تضمها رياحين الجنة مع شريك العمر والحياة شاعر الكلمة الرقيقة الخالدة.. الذي لن ننساه.. والذي نقول له أبداً ودائماً ما نسيناك.. بل لسوف نذكرك أيها الشاعر الفخم أبداً ودائماً.