إنه حقاً لخبرٌ قنبلة ولولا الانتخابات الجارية الآن لاكتسب أهميةً أكبر من حدث الانتخابات.. الخبر يقول: إن قوى تحالف جوبا تتهم أمريكا بالتواطؤ مع المؤتمر الوطني لفصل الجنوب.. ولنسأل من هم العناصر أو الأحزاب في تحالف أحزاب جوبا.. أليست هي الحركة الشعبية.. التي يرتبط قادتها ومسؤولوها مع الإدارة الأمريكية بصداقات حميمة انعكست عبر زيارات متكررة للإدارة الأمريكية من صقور الحركة الشعبية سعياً للانفصال وطالباً للدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية لتكوين دولة الجنوب بعد الاستفتاء.. أم أن الذاكرة أصبحت خربة وفاقدة الإحساس. أحزاب جوبا - الخلايا النشطة ضد المؤتمر الوطني- فقدت السيطرة على أعصابها.. فقد أفسدت المتغيرات السياسية غير المتوقعة خططها وتخطيطاتها.. ولنسأل أحزاب جوبا المعارضة للمؤتمر الوطني سؤالاً صريحاً.. متى كانت أمريكا على وفاق وعلاقة حميمة مع المؤتمر الوطني، لكن الواقع يقول إن كل ما تزعمه المعارضة وتنادي به لا يرتكز على أساسيات وثوابت.. وإذا كانت تصريحات المعارضة بها شئ من المصداقية فلماذا عانى السودان طيلة العقدين الماضيين من حصار اقتصادي وسياسي وضغوط وتدخل سافر في القضايا الداخلية.. إن الجميع يعرف أن أمريكا بنفوذها وقوتها وتأثيرها على المنظمات والمؤسسات العالمية وراء ذلك وحتى الآن.. التحالف المعارض ما هو إلا صورة مصغرة من التجمع المعارض الذي اتخذ القاهرة ولسنوات لمحاربة نظام الإنقاذ.. وكانت الحصيلة الفشل في إسقاط النظام وعادوا «والعود أحمد».. عادوا وهم في حالة من الوهن والضعف والهزال.. لا حيلة لهم إلا الصياح والعويل لكنهم لم يتوقعوا أنهم في سودان آخر غير الذي تركوه من قبل.. عادوا ليجدوا التغيير الكاسح والأجيال المؤمنة بالوطن.. عادوا ليجدوا انتشار الوعي وانحسار الأمية.. فأين هم من هذا التغيير وتقدم السودان وازدهاره. ما الذي جد الآن.. أهي ذات أمريكا ومؤسساتها ومنظماتها للعون الإنساني التي تلقت المعلومات المفبركة والمزورة من بعض عناصر المعارضة حتى تفاقمت مشكلة دارفور ودوِّلت أم ماذا حدث.. ألم يكن لأحزاب المعارضة دور متعاظم في تشويه صورة السودان أمام العالم الخارجي.. ألم يكن للمعارضة دور في تأزيم ادعاءات المحكمة الجنائية.. أبعد كل ذلك تتجرأ أحزاب المعارضة وتقول إن أمريكا تتآمر مع المؤتمر الوطني لفصل جنوب السودان. أمريكا حتى الآن لم تفك الحصار المضروب على السودان اقتصادياً وسياسياً وحتى الآن لا يوجد تطبيع كامل في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. عجباً أن نجد الآن بعض الأصوات تتعالى وتهاجم أمريكا والنظام الحاكم بإبرام صفقة بينهما لتفتيت السودان.. أليس هم ذات الشخصيات التي اجتمعت بالمبعوث الأمريكي غرايشون والرئيس الأمريكي الأسبق كارتر لتزويدهما بمعلومات عارية من الصحة عن السودان ومستقبله.. ومن بعد تتناول المعارضة الشكوك حول العملية الانتخابية التي عزفت عن المشاركة فيها، هذا رغم أن العالم اليوم يقول نعم لانتخابات السودان. إنها الفضيحة الوطنية التي تثيرها المعارضة الآن.. فما هو تعريفها أم أن بعض السياسيين الذين يملأون السودان صخباً وضجيجاً عليهم أن يرجعوا إلى تاريخهم السياسي ويتذكروا ما ألحقوا من أضرار بالسودان.. نواصل