المتأمل في هذا الكون العريض.. لا يدرك كنه جميع الأشياء مهما أوتي من العلم.. والخالق البديع وحده الذي يحيط علمه بكل مخلوقاته وأسباب خلقها.. هو لم يخلق شيئاً عبثا، إنما سخر كل هذه الدنيا لمصلحة الإنسان.. وحتى ما نراه من الأشياء يسبب الأذى فإنه لم يُخلق باطلاً.. ولو انتقص في هذه البسيطة مثقال ذرة لاختل التوازن، وهذا لا يتناسب مع الكمال الإلهي..تخيل لو أن كل هذا الكون كان بلا ألوان؟ كم من الجماليات.. والألق.. والبهاء.. والاشراق كنا سنفتقد.إن التأمل في كل المعطيات يقودنا حتماً للشكر اللامحدود.. والله يحب التفكر والتأمل في الكون، فقد جاء على لسانه حبيبه الذي لا ينطق عن الهوى قوله صلى الله عليه وسلم (إن تفكر ساعة أفضل من عبادة ألف سنة)، لأن التفكر يقود حتماً للاعتقاد الراسخ الذي هو أصل العبادة، بتوحيد الله سبحانه وتعالى وتنزيهه من كل نقص، وهذا هو تمام الإيمان.في الآونة الأخير يتحدث كثير من العلماء.. والفنانين التشكيليين... وأطباء النفس عن تأثير اللون في الوجدانيات والأرواح، وكل الظواهر الكونية.. وقد اجتذبني هذا الحديث ربما لأنها معلومات ورؤية أشمل من تأثير اللون على النفس.. وقد لا تكون هذه المعلومات جديدة بالنسبة للمهتمين بهذا الشأن.. لكنها في اعتقادي جديدة ومهمة لنا ولعامة الناس، لأنها تكشف عن غيض من فيض القدرة والحكمة الربانية..فكل إنسان عبارة عن وحدة ومستقلة في ذاتها، وصفاتها، وطبائعها، فلا تماثل متطابق بين أي إنسان وآخر في هذا الكون.. وكل كائن حي يمتزج بعناصر وموجات كهربية، واشعاعات تتجانس مع الأشعة الكونية والذبذبات اللونية، وكل إنسان يرسل حوله اشعاعات (خاصة به)، ويستقبل من الآخرين اشعاعات أخرى، فإذا كانت متقاربة نتج عنها تفاهم ومحبة- وإذا كانت متنافرة نتج عنها العكس..وقد توصل العلماء إلى أن الاشعاعات اللونية سبب صحتنا ومرضنا، فالجرعة التي تستقبلها أجسامنا تؤثر فيه بدرجات متفاوتة.. فبعضها صالح يصلح للجسم.. ويقويه وبعضها ضار يمرض ويضعف الجسم.. هذه الاشعاعات بعضها ترسله الكواكب التي تدور في فلك الأرض.. وتحاكي ألوان الضوء السبعة في مداراتها (أحمر- برتقالي- أصفر أخضر- أزرق- نيلي- بنفسجي)!. واللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين، تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، وتحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي (الأخضر- الأحمر والأزرق)، وبقية الألوان تتكون من خرج هذه الألوان الثلاثة.. وللألوان تأثير على الجسم ليس من خلال رؤيتها فقط بالعين، بل يمتد تأثيرها حتى على (مكفوفي البصر) نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل الأجسام!.إن أول من استخدم الألوان في العلاج هم الصينيون القدماء.. كما استخدمها الفراعنة.. الذين دهنوا كل جدران الاهرامات من الداخل باللون الأخضر- لمقاومة الجراثيم وقتل البكتريا وحفظ المومياءات.. -ويوصف اللون الأحمر- بأنه مولد للحرارة والطاقة، وينصح به لمن يعانون فقر الدم أو الضعف العام- وهو مطهر جيد، له خاصية في التئام الجروح- كما يستخدم في حالات الحروق والحميات الحادة.. ويعمل اللون الأحمر على امتصاص الذبذبات، لذا فهو مضر لذوي الدم المرتفع ومتوتري الأعصاب! الأصفر مفيد في أمراض الجهاز التنفسي- وإعادة بناء الأنسجة- وأمراض الكبد- كما يحفز درجة الفهم والاستيعاب، لذا ينصح به لطلاء فصول الدراسة.. أما البرتقالي فينفع في علاج الاكتئاب- وفتح الشهية.. ويجب عدم استعمال اللون الأصفر إطلاقاً للمراة الحامل، خصوصاً عند الوضوع لأن له تأثير سالب في عملية الطلق.. إن كل الألوان السابقة ألوان موجبة! أما السالبة فتمتاز بتأثيرها المهدئ كالأرزق، فإنه يحفظ ضغط الدم وتصلب الشرايين.. البنفسجي له تأثير مهدئ خاصة من الأمراض النفسية.. والأمراض الخطيرة المعدية..!. الأبيض مركب من كافة ألوان الطيف ومفيد جداً في حالات جميع الأمراض، وملطف نفسي يؤثر إيجاباً على هدوء النفس، ويعطي معنى السلام والطمأنينة- ويدعم الصحة، لذا يستخدم عند ولادة الأطفال.. وعند الموت.. فهو لون مرتبط بالحياة والعدم.. دون وسيط.. أنها القدرة الإلهية التي تدعونا دوماً لنعرف ماوراء الأشياء..(سبحانك ما خلقت هذا باطلاً فقنا عذاب النار).. زاوية أخيرة: بيوت الأزياء العالمية تختار الألوان على حسب الفصول.. وأنا قد اقترحت لون الوطن الأسمر..(لوناً أساسياً).