قابله في الدروب المتعرجة على طرف الحي الشعبي.. أمطره سلامات وتحيات ودلف به إلى لب موضوعه قائلاً (أها يا زول.. أديت منو، في الانتخابات؟)... (يا زول تمام فوق التمانية بطاقات واحدة مشت للشجرة، واحدة للعصاية، واحدة للشمس ،واحدة للشاكوش، واحدة للعلم واحدة للحمامة واحدة.. تب كلهم فايزين مافي جماعة راحت ليها حاجة.. رضيتم تماماً)... «المعنى يعني حكومة قومية وكده».. «أي».. (يا زول مرتك أدت منو؟ ما تدخل في خصوصياتكم).. «أوو... المرة.. حرنت تب فوق التمانية بطاقات، قالت لازماها حقت الرئيس بس.. الباقي ما مهم.. والله أحرجتنا في المركز.. أبت تب تدي صوتها في البطاقات الباقية..».. «ودا من باب شنو يعني؟».. «دي عاد بسألوها... ما تراك عارف حالتها..».. «مبروك عليكم دا ما ياهو رأيكم.. أرجوا النتائج».. وعرج في متاهات الحي ليرميه حظه القاسي أمام «البلدوزر عباس».. سلَّم عليه.. فرد عليه بصوت منتهر أهلاً، ورمى إليه السؤال «اها يا عبس أديت منو في الانتخابات؟».. ليرد عليه باستنكار «إنت بتسألني أنا؟».. «أي» «بصفتك شنو؟».. «ما.. ما ساي كده».. «لا مافي حاجة تستدعي تدخلك في جنس المواضيع دي.. وهسه قايلني أقولك أديت منو، ولا عملت شنو يا متطفل...».. «لا أنا ما قصدي اتدخل أو اتطفل.. بس يعني..».. «هوي يا مطرطش.. أكان إنت عامل فيها حريف وواقع من السما.. نحنا يا هو الدفرناك.. ما تخلي المواضيع البتعمل فيها... وامشي في دربك عديل.. قبل ما الحقك بيدي».. «جابت ليها ضرب كمان... يا زول أرجى النتيجة...»... ليعرج في جانب آخر من شارع جانبي ليصادف «أم رشيرش» ليدفع إليها بسؤاله «اها. يا أم رشيرش اديتي منو في الانتخابات؟»... «اجي.. أنا بسألوني.. اديت أبو شنة ورنة.. كدي يا جنى.. أنا بسألوني... أبشر بالخير أديت سيد الاسم..» ودخلت أم رشيرش في قدلة راقصة فلم يجد بداً من مجاملتها «بنقزة نقزتين». * آخر الكلام «كديسة حب الاستطلاع» تمتلك البعض للدرجة البعيدة.. حتى أنهم لا يفرقون ما بين ماهو خاص وشخصي وماهو عام وشائع.. دراما التجاوزات والخروقات وجسد الخصوصية لازمة يمارسها البعض بسماجة وفجاجة.