الموجهات الصارمة التي نادى بها عبد الوهاب جبريل رئيس مفوضية الانتخابات بولاية شمال كردفان، جعلت الأمر ملزماً لموظفي الاقتراع بإعادة الفرز أكثر من عشر مرات بحضور الإعلام ووكلاء الأحزاب في (569) مركزاً بمحليات الولاية الاثنتي عشرة، حيث يتنافس ستة مرشحين لمنصب الوالي في مضمار الانتخابات بقي منهم أربعة بعد انسحاب مرشحي الحركة الشعبية وحزب الأمة القومي، وهم ميرغني عبد الرحمن «الإتحادي الديمقراطي الأصل»، معتصم ميرغني حسين زاكي الدين مرشح المؤتمر الوطني، سليمان أحمد البصيلي مرشح المؤتمر الشعبي، وعلم الهدى عبد الله المرشح المستقل بمنطقة أم روابة، الأمر الذي جعل الأستاذ محمد مصطفى كبر وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الإعلام بالولاية، يطالب أبناء الولاية بتقبل النتيجة بروح رياضية، مؤكداً أن أخطاء المفوضية تضرر منها المؤتمر الوطني أكثر من غيره وأن الكثير من منتسبيه ضاعت أصواتهم، ولاحظت (آخر لحظة) من خلال جولتها بقرى ومناطق كردفان، عدداً كبيراً من المواطنين يعملون في الكمائن وجلب الحطب عبر الحمير والدواب غير مبالين بتلك الأخطاء، بل هلل الناخبون لكل قادم لمركز الاقتراع.. وربما جاء بعد ذلك التساؤل بعفوية «الزول ده تابع لي وين»، تعقب ذلك زغرودة من إحدى الناخبات أو قصيدة «شتراء» من أنصاف الشعراء والحكامات، تزرع البهجة في النفوس، والغريب في الأمر أن بعض المرشحين نكصوا عن عهدهم مع المواطنين عندما شعروا بالفشل وعدم الفوز وأقدم بعضهم على تصرفات غير حميدة، حيث استرد أحدهم مايكرفونات تبرع بها لأحد المساجد، وطالب آخر باسترداد كمية من المواسير تبرع بها لأحد الأحياء ضمن مشروعه الانتخابي (وتوفير الموية).. وفي شندي سرت رواية شعبية مفادها أن أحد المواطنين ذبح ماعزاً ووجدت في كبدتها «شجرة» وهو يكمل العدة لإحضار هذه «الكبدة» إلى المركز العام للوطني بالخرطوم باعتبار أن الحادثة وقعت في الدائرة الجغرافية للمرشح نافع علي نافع!!