وبعد أن أنهى السفراء الحمر آخر مهامهم الداخلية قبل التوجه إلى تونس لخوض تحد جديد ..تتجه الإنظار كلية صوب ملعب رادس الذي سيحتضن جولة المريخ بالترجي في ذهاب دور الستة عشر بدوري أبطال أفريقيا. عاد الزعيم من بورتسودان بمغانم كثيرة ..منها ما يضعه في كنانة التنافس المحلي ، ومنها ما سيحمله زادا في رحلة تبدو من أهم الرحلات التي يسافرها خلال موسم التنافس الأفريقي. العيون التي تابعت جولة المريخ بهلال الساحل ..من داخل ملعب بورتسودان ..أدهشها مستوى مثير قدمه نجوم المريخ ، عكس التقدم المضطرد الذي يسير فيه النجوم، حيث أكد لنا أكثر من متابع أن المريخ قدم جولة ولا أروع. وقد قدمت الجولة للمريخ أكثر من لاعب يمكنه أن يمثل حالة إستثناء في جولة تونس القادمة، وكانت جولة الساحل بالنسبة لهم بمثابة فتح باب للعبور إلى أجواء رادس. تحدث لنا المتحدثون عن جودة أداء ثنائي الدفاع ..محمد على سفاري ونجم الدين عبدالله ..سيما في الحصة الأولى للمباراة ..وقد خصوا لنا سفاري بمدح كبير ، وأكدوا أنه إستعاد كل أراضيه دفعة واحدة وعاد إلى سابق مستواه المعهود ..سدا منيعا لا تتطاله كل أمواج المحاولة التي يقذفها المهاجمون بجداره الصلب. وعودة سفاري إلى حالة التوهج التي يعرف بها ..تكون بمثابة عودة الروح إلى جسد الدفاع ..وتعطي المزيد من الثقة ..ليس لنا كمتابعين ..إنما لرفاقه داخل الملعب ..فعندما يطمئن الجميع إلى سفاري وفدائيته ..وقوته بوجه المهاجمين ..لا يكون أمامهم غير التقدم بثقة واطمئنان إلى دفاعات الخصوم والنيل منها. كما أن حراس المرمى عادة ما ينتظرون ثبات سفاري وتألقه ..حتي تدب روح الثقة بدواخلهم ..فيقدمون كل ما ينتظر منهم ، حماية لعرين المريخ ، وصونا لشباكه من الإهتزاز. نجم الدين عبد الله ..أيضا نال نصيبا مقدرا من الإشادة ..وتحدث عنه المتحدثون بإعجاب يتناسب ورغبة اللاعب في الثبات ضمن تشكيل كاربوني ..الذي لا يعتمد غير أصحاب الطموح والباحثين عن إثبات الذات، والبقاء دائما بالملعب. وعندما يصل نجم الدين إلى درجة متقدمة من الإنسجام مع سفاري وبقية أفراد خط الظهر ، فحتما سيقدم ما يفوق الوصف ، لأنه يملك الكثير الذي يقدمه للزعيم. حدثنا أيضا من شهد اللقاء عن قيادة واعية لنجم المقدمة ...والرقم واحد بهجوم المريخ هذه الموسم عبد الحميد السعودي ..وأكدوا أنه قاد المريخ إلى تحقيق إنتصار بديع على هلال الساحل ، وأنه قدم مستوى يليق كثيرا وشارة القيادة التي تجلس بإطمئنان على كتفه. كما رووا لنا عن بسالة مصعب ومهاراته العالية ..وكيف أنه قدم شوطا رائعا عندما تراجع بقية الرفاق ..وأعني الشوط الثاني الذي كان فيه هو شعلة النشاط المريخية المتقدة ناحية اليسار..ولم ينس المحبون أن يحدثونا عن وارغو وكيف أنه أحرز هدفا سهلا وعبقريا يدل على ثباته وإنتهاء حالة التوتر التي كانت تصيبه أمام مرمى الخصوم. وبغير ما حدثنا عنه المتابعون فإن هناك مؤشرات مهمة يجب ذكرها ..ونحن نرمي عينا على ملعب رادسبتونس ..وهي عودة النجم الكبير بدرالدين قلق للعب أساسيا بخط الوسط , وهو عين ما يحتاجه المريخ بجولة رادس. قلق من أهم لاعبي المريخ ، وعندما يكون في قمة توهجه ، فإنه يمثل فريقا بحاله ، وقد أعجب به كاربوني كثيرا منذ أن حضر أول مرة ..ويعتبره نجمه الأول ..وإن لم يصرح بذلك علنا! إذن عدة مكاسب حضر بها الزعيم من الساحل الشرقي البديع ..بجانب تربعه على عرش البطولة المحلية في أسبوعها الثامن ..ومواصلة حصده لنقاط مباريات خارج الديار التي تعتبر حاسمة بشكل كاف لأحراز البطولات.