تلقى جمهور الهلال صدمة مؤلمة بهزيمة لم يكن يتوقعها وغير لائقة، هزيمة قاسية وجاءت أشد قساوة لأنها جرت للفريق في استاده، وبين جماهيره الوفية، بعد أن عشش الاعتقاد في رؤوس البعض بأن الهلال مستحيل أن يخسر داخل قلعته الزرقاء. ü لقد حذرنا من الاستهتار بالخصم، وطالبنا الهلال باحترام الإسماعيلي، وقلنا في نفس يوم المباراة: على الهلال أن يتحوط لمفاجآت الإسماعيلي، ولا نستبعد أن يطمع الدراويش في العودة بنقطة من أم درمان، ولكنهم طمعوا أكثر عندما عادوا بالنقاط الثلاثة. ü والذي يتابع ما يجري في الهلال بعمق يجد أن الهزيمة غير مستغربة فكل الأجواء كانت تمهد لها، فمجلس الإدارة غير متوافق، والخلافات لا زالت تطوقه، بدليل ما نطالعه في الصحف، وهي الخلافات التي زعزعت استقراره، بجانب اجتهادات المدرب الخاطئة، لكل هذا كان لا بد أن يخسر الهلال، بل إن الخسارة جاءت برهاناً لما يجري وراء الكواليس. ü الكل في حيرة للأداء الهلالي الباهت أمام الإسماعيلي، وافتقد اللاعبون الروح القتالية، في الوقت الذي لعب فيه الإسماعيلي المباراة بثقة، وكان يمكن أن يزيد غلته من الأهداف، من خلال غاراته وهجماته المرتدة، التي شكلت خطورة كبيرة على دفاع الهلال المرتبك، حتى أحرز الهدف الذي أطفأ شعلة الحماس وسط الجماهير، وأصيبت بالإحباط، ولو لا أن الحارس المعز كان حاضراً، لألحق الدراويش بالهلال ثلاثية الترجي في المريخ، ولكن القدر كان رحيماً بالهلال. ü لقد تطلع الإسماعيلي للتعادل، ولكن أغراه أداء الهلال بتحقيق النصر. ü لقد عاشت جماهير الهلال التعاسة والاحتقان، وعادت حالة التوتر تسيطر عليها، بسبب هذه الخسارة، ولكن ما زال مدرب الفريق أحد أبطال هذه الهزيمة، ينشر الأمل في أوساط الجماهير، وما زال يؤكد أنه قادر على تجاوز خطر نتيجة أم درمان، وأنه قادر على قلب الطاولة بينما كل الشواهد تؤكد بأنه لا نجاة من بطش الدراويش.