في كل يوم يثبت حسن تقدير الدكتور نافع علي نافع، وحكمته، وتدبيره، بسحب مرشح المؤتمر الوطني لمنصب رئيس حكومة الجنوب، حتى قبل إعلان اسمه في وسائل الإعلام، ليكسب د. نافع سياسياً بمدّ جسور التواصل والتقدير لقيادة الحركة الشعبية، متجاوزاً مشاغبات عرمان، وباقان، ولكن الأغبياء وحدهم لم يستوعبوا بعد لماذا رفض المؤتمر الوطني منافسة الفريق سلفاكير، وقد أثبتت نتائج الانتخابات بالأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل أن سلفاكير ميارديت لا منافس له في الجنوب مثلما البشير لا منافس له في السودان!! فاز الفريق سلفاكير ميارديت على منافسه د. لام أكول أجاوين الذي ذاب في أتون تدافع ملايين الجنوبيين، نحو صناديق الاقتراع، لاختيار من يقود الجنوب، حتى استحقاق تقرير المصير في النصف الأول من العام القادم، وكيف لا يختار الجنوبيون الفريق سلفاكير لقيادة حكومة الجنوب والجنرال الصامت، قاد سفينة الحركة الشعبية في ظروف داخلية شديدة التعقيد، جنوباً ممزقاً لمليشيات قبلية يقاتل بعضها بعضاً، وقيادات سياسية (تكيد) لنفسها بالحفر، والدفن، والقتل، وحركة عسكرية، تخوض تجربة عسيرة في التحول من مليشيات عسكرية، تقاتل في الغابات لحزب سياسي، يخوض غمار معركة مع أحزاب يمتد رصيدها المعرفي وخبراتها التراكمية لنصف قرن من الزمان.. فاز الفريق سلفاكير ميارديت، الذي أعاد فاولينو ماتيب من عدو لدود للحركة الشعبية، وخصم عنيد للجيش الشعبي، ليصبح فاولينو ماتيب في موقع الرجل الثاني في تنظيم الجيش الشعبي.. ومثل فاولينو ماتيب أبرم سلفاكير صفقات مع فرقاء الحركة الشعبية من العسكريين والسياسيين والمليشيات العسكرية والأحزاب، أصبح بموجب تلك الصفقات والاتفاقيات كلمنت واني حاكماً على جوبا عينته الحركة الشعبية التي كان خصماً عنيداً لها يقف في صف المؤتمر الوطني، ويقود مليشيات المنداري التي قاتلت ضد الحركة منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكن سلفاكير نجح في نقل كلمنت واني من مربع عدوّ الحركة الشعبية إلى أحد رموزها وقادتها، الذين تفاخر بهم، ويفاخرون بها.. تدفع به مرشحاً لمنصب الوالي فيحصد أعلى الأصوات.. احتوى الفريق سلفاكير في بحر الغزال مليشيات السلطان عبد الباقي أكول، ومليشيات السلطان إسماعيل كونجي، زعيم المورلي، وألف ما بين الشيوعيين الشماليين في داخل الحركة الشعبية النازعين لخوض حرب مع حليف الحركة «المؤتمر» وبين تيار الذاتية الجنوبية، الذي يبغض كل ماهو شمالي، حتى لو تمسّح بقبر الراحل جون قرنق صباح مساء، وأدمن الركوع والسجود تحت أقدام سادة الجنوب الجدد، وما بين طموحات هؤلاء ورغبات أولئك (مخرت) سفينة سلفاكير عباب بحر، أمواجه تقذف بالأسماك بعيداً، وعليها تعيش هوام الأرض!!. فاز سلفاكير الذي عصم الحركة الشعبية من الانقسام في منتصف الطريق، وتمسك بروح الاتفاقية، وصبر على أخطاء التنفيذ، وعقبات واقع الحال، حتى قال الجنوب كلمته، واختار حاكمه للسنوات القادمة، حتى بعد الاستفتاء، فإن سلفاكير إما احتفظ بموقعه، كنائب أول لرئيس حكومة السودان الموحد، أو أضحى أول رئيس لحكومة الجنوب المستقل، ولن ينافس كير على الزعامة في الجنوب منافس، مهما (تنمرت) القطط، واستأسدت الضباع، يبقى سلفاكير ميارديت ضابط المخابرات، الذي اختاره الراحل د. جون قرنق بعناية فائقة، ورؤية دقيقة، وعين ثاقبة، وفي كل يوم يثبت الجنرال كير أن في الصمت حكمة، وفي الهدوء كلاماً!!