أن تكون سودانياً فان ذلك يعني الرجولة والشهامة والكرم وإيواء الجار واستضافة الغريب والزود بالروح والدم عمّن يطلب الحماية... وغيرها من الصفات الحميدة التي تتناقلها الأجيال عبر الأجيال.. وهكذا شخصية السوداني على مر العصور والقرون... وأحداث الأمس فجّرت الكثير عن الشخصية السودانية التي لا يعرفها الكثيرون.. فبالأمس عرف العالم أجمع كفاءة ومقدرة الأمن السوداني ومدى قدرته على التصدي واحتواء المشاكل والاشتباكات والصدامات.. حيث كان مصدر فخر لنا ولجميع الشعوب الحرة الأبية.. وللحقيقة كانت الخطة الأمنية محكمة سيطرت على الموقف تماماً واستطاعت بحنكتها احتواء مواقع التصادم والتحرشات بين الجماهير المصرية والجزائرية.. أما ما حدث من مواجهات ومواقف استهجنها وندد بها السودان كانت محدودة ومحصورة وتصرفات طائشة لمجموعة عابثة بالقانون والضوابط ولا تحسن الحفاظ على العلائق الطيبة التي تربط بين الشعوب. لكن ما حدث بالأمس أثبت للعالم أجمع أنه إن تكون سودانياً فهذا شيء وأن تكون سودانياً ورجل أمن فهذا شيء يختلف تماماً عن ذاك فرجل الأمن السوداني يتحلى بخصائص وقدرات خاصة تضاف إلى مزايا ومكونات الشخصية الأمنية.. ولعل ما شهدناه في غضون الأيام السابقة وحتى اليوم السيطرة الأمنية الكاملة على شوارع الخرطوم تفادياً لحدوث أي اشتباكات فردية بين الجزائريين والمصريين ربما تزهق فيها أرواح وتسيل منها دماء الإخوة الأشقاء من الجانبين وإن كنّا ندرك أين مكامن الخطأ ومصادر الشغب والانفلاتات الفردية... وللحقيقة والتاريخ نقولها بملء الفم إن الإخوة المشجعين المصريين كانوا أكثر انضباطاً واحتراماً للقانون ولم تصدر منهم بادرة اعتداء أو تحرش بجماهير الجزائر بل ثبت أن شحنات التوتر والانفعالات العنيفة كانت كامنة في دواخل الجزائريين وانفجرت كالبراكين ضد المشجعين المصريين.. وكان الأمن السوداني بحنكته وتجاربه أن يعالج حالة التوتر الزائدة بكل حكمة وبدون تحيّز.. حقيقة كانت الخطة الأمنية مرسومة على مستوى عال مما يدل على أن أجهزة الأمن السوداني تفوق كفاءتها الأجهزة الأمنية التي تتصدر مكانتها للأجهزة العالمية... ونعتبر أن الأمن السوداني ذا كفاءة... حيث استطاع تأمين أرواح 45 ألف مشجع داخل إستاد المريخ.. وعبر خطة أمنية عالية الكفاءة منع أي اشتباكات وتصادمات خلال المباراة. عموماً إنه لمن المحزن أن تصدر بعض الفضائيات أكاذيب ومزاعم عارية من الحقيقة وتنال من أجهزة الأمن السودانية .. ويبث عبر هذه الفضائيات صيحات من الأشقاء تبث سموم وأكاذيب تشوه هذه الصور المضاءة بين شعبي وادي النيل ولكن لن نلومهم ربما مرارة الهزيمة قادتهم إلى إصدار مثل هذا السلوك.. ولكن ردنا لأي سلوك مخالف للحقيقة أن تكون سودانياً شيء عظيم نفتخر به وأن تكون سودانياً ورجل أمن تشعر بإضافة فخر آخر للفخر الأول يتمثل في الفدائية وقمة الشهامة وتقديم النفس والنفيس من أجل السودان أو حماية لمن يطلب الحماية ليس بالسودان فحسب بل بكل أرجاء العالم.. ولا نامت أعين الجبناء.