بعرفك وما بعرفك رغم أني أرغب في ذلك.. لكن.. ألقاك وين؟ وإنت بعيد عني وعن كل الناس البحبوك؟ في مرات كثيرة أظن وبعض الظن خاطئ، أنك ياعركي ما عارف مكانتك في قلوب الشعب السوداني كله.. وفاكر.. أنك وحدك.. وحدك البيعاني (الذي يعاني) قسوة الألم في الفصل بين الذاتي والموضوعي، وده ياعركي ألم قاسٍ كلنا عايشناه وكابدناه، لأننا شعب عاطفي أكثر مما يجب. بحبك وما بقدر أكرهك لأن المحب ما يعرف الكراهية، لكن ممكن أقسى عليك هذه المرة.. فقط.. المرة دي وبس ياعركي أعذرني إن أدميت مقليتك الرائعتين، وحشرجت صوتك الرائع الندي.. فليس من حقك أن تختار الصمت.. في زمن الكلام والبوح.. صمتك ياعركي جريمة عديل كده في حق شعبك، خاصة شباب بنات وأولاد.. أنت ياعركي عارف وما عارف. همك وقضيتك، وعارف حجم الوجع الراقد في حنايا كل زول.. ويهزك حد المرض.. اغتصاب الأطفال، وسرقة أجمل ما عندهم، ومن بعد سرقة أرواحهم الطاهرة البريئة.. ويدمي قلبك الأيدز الذي يأكل أيام الشباب وعافيتهم.. ويسهرك حد الجنون... سيادة مفردة سطحية وأصوات مشروخة، مصنوعة في قوالب الزيف والمجاملة البغيضة.. ويحزنك جداً ألا يجد الشباب فسحة للابداع وفرصة للعمل.. زواج الأحبة.. وعشة صغيرة عامرة بالمودة والحنان.. ده كلو وأزيد.. «منو» أنت عارفو.. لكنك ما عارف ياعركي لو أنك خرجت من شرنقة حزنك، وفصلت بين الذاتي وبعض الذاتي، علاقتك بالأستاذ هاشم صديق.. وبين الموضوعي حفظ حقوق المبدعين وأنت أولهم. المغني عنده حق، والشاعر عنده حق، والمؤلف الموسيقي، والملحن، وكل مبدع في كل المجالات عنده حق أدبي ومادي.. وإلا من أين يأكل؟... مَن له ساعة المرض؟ وأنت عارف نحن لا نكرم المبدع إلا بعد وفاته.. (شن الفائدة) وإيه المغزى.. لو وقفت ياعركي وتأملت الساحة بكل أبعادها، وقررت تخرج للناس وتكسر حالة صمتك التي أصابتنا جميعاً -(نحن محبيك)- بالحزن والكآبة ولا نقول اليأس، فأملنا فيك كان وسيظل دوماً أخضر.. لو قبلت يازول ياعزيز، يا رائع، يا فنان، عائش في كل وجدان، مبادرة الزول الرائع مثلك أخوك وصديقك وحبيبك هاشم صديق، وجلستما سوياً واخترتما بعض أغنيات رائعات، ووزعتما لنا رقاع الدعوة للاستماع لابداعك المطهر، لعذابات الناس وحزنهم.. اليوم داك أنا متأكد.. أي زول زعلان من حبيبه حيرجع طوالي، وتعود السعادة ترفرف في دنياهم.. أخي الحبيب عركي من حقك تختار ما يريحك، وما من حقك تحرمنا من إبداعك، لأنك حقنا مننا وفينا.. وصمتك ضار جداً.. المبدع الفنان ما بعرف الكراهية.. وقلبه أبيض زي قلوب الأطفال.. وأنت قلبك طيب.. بس حساس أكثر مما يجب.. أخي عركي: لا نريد أن نثير المواجع والشجون والجدل. أبو عركي البخيت عُد الآن وأملأ المساحة المخصصة، لتهرب الغربان.. عُد الآن لوضع معايير ودرجات، والعايز يغني يا إما يغني زي ده أو ستلفظه الساحة.. عُد يا عركي وانقذنا من هذا التلوث السمعي.. عد لمداواة الجراح، ونشر المحبة والسلام... بالمناسبة أظنك تعرف أن الفن وعلى رأسه الغناء أكبر عامل في توحيد وجدان الأمة ووحدة مصيرها.. عايزنك تغني عشان توحد مشاعر الناس، وعشان تسكن الخواطر وتهدأ، وتسكت أصوات المدافع والبنادق.. أتمنى أن تستجيب.. وتعلن عن ستة وعشرين حفلة في عواصم ولايات بلدنا الحبيب.. حفل في استاد كل عاصمة ولائية.. وأزرع الفرح واشتل المحبة، وليكن شعار رحلتك هذه ( وطن للسلام والمحبة). أظنك الآن تأكدت أني بعرفك وما بعرفك!! وأظنك تأكدت إنك عارف وما عارف!! وأظنك تأكدت أنه من حقك وما من حقك!! وأظنك عرفت إننا راجنك تهزم حزنك وجنك!!؟ أبو عركي البخيت أحبك باسم الناس المنتظرنك الاستاذ /أحمد سعيد سيد أحمد
