وعدت أمس الأول بالعودة لما جرى للهلال في الإسماعيلية، وأقول: إنه بالرغم من حالة الحذر والتشاؤم والتوجس والقلق، التي انتابت الجميع، قبل هذه المباراة، إلا أن نجوم الهلال فاجأوا الجميع، عندما بدأ تركيزهم في أعلى درجة، وأدخلوا الدراويش في اختبار صعب، ليس عندما تقدموا عليهم بهدف سادومبا فحسب، بل أيضاً عندما فرضوا أسلوبهم عليهم، وبدأت تظهر على الخصم حالة من الارتباك، كان يمكن أن تتفاقم، لو مرّ الوقت دون أن يعدّل الدراويش النتيجة، لأن موقفه سيكون صعباً ومريراً في مواجهة جماهيرهم الشريرة، وفي الوقت الذي بدأت جماهير الأزرق تتأكد بأن التأهل قادم، لا محالة، بمزيد من الأهداف إلا أن الفريق انتزع رداء الجدية، وسلاح الإصرار، الذي كان طابع الشوط الأول، وأفرط في الثقة، واعتقد بأن المباراة سوف تمضي على ذات الوتيرة، ولم يستمر اللعب بطموح الفوز، فالتوهّج في الشوط الأوّل أصبح لغزاً حائراً في الشوط الثاني، وكان يمكن أن تتحوّل الهزيمة لخسارة مخزية، لولا ضياع أضمن أهداف الإسماعيلي، عبر نجمه الذي جمع وطرح، وسدد بالقرب من القائم، وفي الوقت الذي تمكن فيه الإسماعيلي من الوصول بسهولة لشباك الهلال، لم يجد فريقنا الحلول المناسبة للتسجيل، فضلّ طريق المرمى، وإذا كان ما حدث قد حدث، فهل الهلال، بشكله الحالي، جاهز للكونفدرالية؟ وهل يقوى على مواجهة فرقها، أم يسير الفريق في طريق المجهول؟. الجمهور وقع في المحظور بحالة من الارتياح، قابلت بعثة نادي الترجي التونسي استقبال جماهير المريخ لها في المطار، وقال رئيس نادي الترجي، وهو مبهور، بما جرى: إن هذا لا يحدث إلاّ في السودان المضياف وعبر نادي كبير مثل المريخ. ü إلى هذا الحد تغزل رئيس نادي الترجي في جمهور المريخ، وتبعه أيضاً مدربهم في ذلك، وإلى هذا الحد بلغ إعجابهم وانبهارهم به، ولكن بكا أسف لم تترك الترجي يعود لبلاده بذلك الانطباع، عندما قام بعض المحسوبين على جماهير المريخ بسلوك غير حضاري، وبتلك الصورة المهترئة والتصرفات المقيتة، صحيح أن الفريق التونسي لم يكن المقصود بالحجارة، ولا بفوارغ المياه، ولكن الشر يعمّ. ü لقد كان موقف جماهيرالمريخ عظيماً، وغير مسبوق، وذلك باحتشاده بأرقام خرافية للمساندة التي شكلت لوحة لا تنسى، ولكن بكل أسف فإن هؤلاء المحسوبين على هذا الجمهور الرائع، وقعوا في المحظور، وشوّهوا الصورة الرائعة، ولطّخوا الثوب الأبيض ببعض البقع السوداء.