وأنّا من أشد الناس.. طراً.. دفاعاً عن المرأة.. أخوض معها في بسالة كل معاركها.. أسندها بعضدي.. وعضلي.. وقلبي... وعقلي.. وسندي.. اجتاز معها الدروب الصعبة أسلك معها المسالك الوعرة.. أقاتل معها في ضراوة... فلول.. وأصنام.. وأغنام المتقطعين من قوافل القرون الوسطى.. أولئك الذين طمرتهم رمال محطة خلوية غادرها القطار.. قطار التقدّم والحضارة.. قبل ألف عام.. هذه هي المرأة عموماً.. ويالروعتها.. ويالجسارتي.. وهياجي.. وجنوني.. وتهوري.. عندما تكون المرأة.. هي المرأة المُبدعة.. صنو الرجل.. ورفيقته في نثر الأزهار.. الملونة الرائعة على سطح الكوكب.. ويالفخري وافتخاري.. عندما.. ترسم المرأة.. لوحات بالغة الجمال.. شديدة الإبهار.. وتشتل.. يانع الورود.. على العشب الأخضر.. عند دفتي النهر العظيم.. هناك.. التقيها.. وأشواقي لها لن تفتر.. لمجالسها العامرة.. لأنسها الرائع.. لموهبتها.. المدهشة.. لإبداعها العظيم.. هكذا.. كنت وسأظل .. انتشي بفرح طفولي.. عندما تضيء في سماء الوطن.. نجمة زاهرة وساهرة.. في أي ضرب من ضروب الإبداع الإنساني العظيم.. أفرح.. عندما تنحدر من رحم الوطن طبيبة..أو قانونية .. أو مبدعة.. في رسم.. أو غناء أو تمثيل.. عندما تهب السماء الوطن.. مهندسة.. وتبلغ سعادتي حواف الكون عندما تولد من رحم المداد والأقلام والمحابر والمطابع صحفية.. وهذا هو الشعور الغامر من الفرح المُعربد.. الذي إجتاحني.. وأنا أتابع.. في دهشة وعجب وفرح.. قلم.. اسمه زينب السعيد.. أدهشتني.. بحروفها المجنحة.. بل بحروفها الفراشات الملونة.. خلتها تغمس القلم.. في رحيق الزهر.. بل تبلل الفرشاة في قارورة عطر.. من صفق الزهر.. أو من شهد العسل.. وأتابع.. وأتابع حتى علمت.. أنها فوق.. أناقة الحرف.. وثراء المُفردة.. وجزالة العبارة.. ومهارة التلوين.. وابتداع اللوحات المترفة.. علمت أنها قانونية تمتهن مهنة المحاماة.. وهنا.. أسرجت هذه المرأة .. كل مصابيح ليلى.. فانفجرت السماء أمامي مصابيح وكهارب.. امرأة تكتب بلغة الأدب والأدباء.. وفوق ذلك..تقف.. في ردهات.. بل قاعات المحاكم الوقورة.. ترد حقاً لمظلوم سليب.. توقف ظلماً من مظلوم غشيم.. تدافع عن من انتهكت حقوقه أو ماله أو إنسانيته.. تنتصر.. للمرهقين.. المتعبين البؤساء.. توقف.. أباطرة الظلم.. والتعدي .. نعم.. هكذا كانت.. وستظل صورة هذه القانونية.. الصحفية.. في عقلي وخيالي.. ولكنها.. وقبل أيام مضت.. وأظنه كان في لحظة.. لا مبالاة وإهمال.. أطفأت لمبة.. في صالونها المضيء.. بألف لمبة.. ارتدّت كجلمود صخر حطّه السيل من عل.. وهي .. تدافع وتُعجب.. وتنحاز إلى حقيبة الفن.. وهنا نقول للأستاذة كيف تدافعين.. عن المنتهكة.. حقوقهم... المستباحة ديارهم.. السليبة.. أشياؤهم والحقيبة.. أكبر وأشرس.. من انتهك.. المرأة .. الحقيبة أستاذتي هي من تسور حوائط المرأة.. وانتهاك وهتك خصوصيتها.. في وضح النهار.. أو تحت أضواء الكشافات المبهرة.. الحقيبة.. أستاذتي- من ذبح المرأة.. وباعها بالكيلو.. في جزارة سوق الله أكبر.. الحقيبة.. أستاذتي.. من نزع ثياب المرأة قطعة.. قطعة.. وجعلها تمشي كما ولدتها أمها.. فرجة للغاشي والماشي.. الحقيبة.. - أستاذتي من وصف في دقة رسام.. دونه بيكاسو.. واللنيدي بل أكثر دقة من آخر موديل.. لكاميرا رقمية. أستاذتي.. غداً.. نحكي لك.. بالتفصيل.. بالنماذج.. لتقتنعي .. وتتوبي وتستغفري.. وعندها أنا واثق أنك لن تستمعي بعد ذاك اليوم ليس لأغنية من الحقيبة.. بل (رمية) من الحقيبة.. لك ودي.