الأخ الدكتور.. أبو كساوي.. معتمد زهرة المدائن.. بهجة المساكن.. أم درمان.. لك الود والسلام.. وأطنان من «الحسد» وليس «الغبطة».. وأنت تحكم أم درمان.. أقول الحسد.. فأنا.. لا أجد «محظوظاً».. و«سعيداً».. مثل ذاك الذي «حكم» يوماً أم درمان.. «بختك».. سيقرأ.. أحفاد.. أحفاد.. أحفادك.. وبعد ألف عام.. اسمك.. محفوراً في ذاكرة التاريخ.. في سفر الخالدين.. في صفحات.. تاريخ الوطن الجميل.. سيّدي الدكتور.. أكتب لك اليوم، وأنا في عجلة من أمري.. وأنت أيضاً في عجلة من أمرك.. فقد تكون هذه الأيام.. هي أيامك الأخيرة.. حاكماً عاماً لام درمان.. أو لو شاء الله.. واستجاب الوالي «الخضر» لأمانينا.. وآمالنا.. وأمنياتنا.. بأن تبقى مرة أخرى.. حاكماً لأم درمان.. فنحن.. نتوسّم فيك خيراً كثيراً.. ونعلّق عليك آمالاً بعرض وطن.. بعمق جذور أم درمان، الضاربة في التاريخ.. نأمل أن يستجيب لنا الله.. وأن «يهدي» و «يلهم» الوالي.. الحكمة والصواب.. بأن يبقيك في أم درمان.. حادياً وقائداً.. فنحن الآن.. وفي هذه «الربكة والجلبة» التي تسبق.. إعلان أسماء الوزراء والمعتمدين.. نعيش حالة «صلاح» أخو «فاطمة».. وما أدراك ما فاطمة.. تلك الجسورة الوقورة الفارسة.. وصلاح.. ينشد في حضرة «مريا».. خائفاً.. وجلاً.. «ربما لا نلتقي بعد ذلك..».. وإذا شاء الله.. ألاّ نلتقي بعد ذلك.. أنت في موقع المسؤولية.. ونحن في حشود المواطنين.. إذا شاء الله.. لنا فراقاً.. نقول.. ما زال في الوقت متسع.. وما زالت هناك دقائق من الزمن الضائع تنتظر.. وكثير من الأهداف الغالية والعالية قد أحرزت في أحرج.. ثواني الزمن الضائع.. نأمل.. أن تهتبل.. سانحة تدخلك التاريخ.. وتفتح لك صفحة.. بهيجة.. بهيرة.. باهرة.. في سجل أم درمان الماسّي.. والآن استمع لنا جيداً.. القصة سيدي.. هي.. مشروع.. إنشاء دار.. لشعراء بلادي.. و «قبل كل حساب».. دعني أؤكد لك.. أيها الصديق المعتمد الدكتور.. إني لست شاعراً.. بل.. أفهم في الشعر كما يفهم.. راعي ضأن في الخلاء.. عن سر وإنشاء وإدارة أجهزة الطرد المركزيّ.. في علوم الفيزياء.. واليورانيوم.. والقنبلة الذرية.. أنا في أسفل درجات الجهل بالشعر.. مدى.. ولكني.. أذوب وجداً.. عندما.. يكتب سيف الدسوقي.. تاني ما تقول انتهينا.. بننهي جيل ينظر إلينا.. ده بأني آماله وطموحه.. ومعتمد أبداً علينا.. نحن قلب الدنيا دي، ونحن عز الدنيا بينا.. أنا كذلك.. ثم.. أبكي حتى «ألم الجيران».. والكل.. يحتضنني.. يطلب مني أن أرجع وأستغفر.. عندما.. يبكي محجوب سراج.. ليه بتسأل عني تاني.. أو يختلج.. و«يرجف زي القصبة» وهو يردّد في أسى.. أمّنتك عواطفي، وخنت الأمانة.. هكذا.. أنا.. ثم تقوم قيامتي.. أمزّق ثيابي.. أمشي.. متجرداً في الطرقات، وكأنّي «فرعون وقلة عقله.. عندما يكتب صديقي محمد يوسف موسى.. من محبرة النزيف.. أعيش في ظلمة وأنت صباحي.. أنت طبيبي أموت بجراحي.. سيدي الدكتور.. ألا يستحق هؤلاء داراً.. بل واحة خضراء.. تحفها الورود والزنابق؟؟.. إنّهم.. الذين جعلوا الحياة لنا أكثر سهولة.. ويسراً.. كتبوا بعصب وأنفاس الروح.. مواساة للخاسرين عشقهم.. ومشاركة للسعداء الرابحين حبهم.. قال لي محمد يوسف موسى.. : إن السيد صلاح إدريس قد افترع.. لوحة الشرف.. وأطلق صافرة.. البداية.. بدعم سخي.. مطراً من خير وبركة.. وما زال صلاح.. سحابة حبلى بالمطر.. و الوابل من المطر ينتظر.. قال محمد يوسف موسى..: إنّ النيل.. الجميل..الكريم.. السيد حيدر أحمد علي.. أحد ركائز البنيان.. الذي سينهض شاهقاً يضمّ في ردهاته.. وفي قاعاته.. تلك الكواكب.. بل النيازك المبهرة التي لوّنت سماء الوطن.. قال لي محمد يوسف موسى.. : إنك قد وعدتهم شخصياً.. بإنشاء السور والحديقة.. لن أطلب منك غير الانتصار لنفسك.. والإيفاء بوعدك.. حتى تبقى صارياً شامخاً في سجل أم درمان.. مدينة الخالدين.. وليبقى.. ولألف عام.. بل حتى يطوي الله الأرض.. أثر بل نقش جميل على وجه أم درمان مكتوب.. بل محفور فيه.. اسمك.. وليقرأ الناس.. حروفاً.. بديعة.. مضيئة.. ورفيعة.. في دار الشعراء الرحيبة.. هذه.. زهور وسور الدكتور أبو كساوي.. مع السلامة ولك ودي..