vأتحدث اليوم عن شاعر كبير من أبناء وادي النيل ألا وهو الشاعر الكبير مصطفى عبد الرحمن.. أحد الرموز الباهرة في مجال الشعر العاطفي «الغنائي» وفي مجال الشعر الوطني أو ما نسميه أدب الحماسة الذي يُعنى بالمناسبات الوطنية.. وقد تفوّق هذا الشاعر في كلّ جانب من هذه الجوانب، فكان شاعراً مغرداً قدّم لأمته كثيراً من الأوبريتات والأغاني والأناشيد والقصائد.. التي جمعها في أخريات أيامه في ديوان كبير مميّز ضمّ كثيراً من الأعمال الشعرية، ولم يكتفِ شاعرنا بجمع هذه الأناشيد.. بل حرص على تدوينها بالنوتة الموسيقية لكل قصيدة تغنى بها كبار المطربين في مصر والسودان.. ومن أهم وأشهر أناشيده هنا في السودان نشيده «أمَّة الأمجاد».. أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العريق يا نشيداً في دمي يحيا.. ويجري في عروقي أشرق الصبح الذي عم الدياجي في شروق وصباح المجد قد جاء.. فسيري في الطريق. والتي تغنى بها الثنائي الوطني ردحاً طويلاً من الزمان حتى كادت أن تكون النشيد الوطني لمرحلة هامة من تاريخ بلادنا، مثلما أصبح نشيد بلادي.. بلادي الذي تغنى به فنان الشعب «سيد درويش» نشيداً قومياً للشقيقة مصر في شمال الوادي.. ومصطفى عبد الرحمن هو الشاعر العاطفي الرومانسي الرقيق الذي كتب لنا رائعته «هذه الصخرة» التي لحنها وأبدع فيها الفنان الراحل الموسيقار العاقب محمد حسن.. فأشجى وأمتع وهو يُردِّد: هذه الصخرة جئناها.. صباحاً ومساء وروينا قصص الحب.. عليها سعداء يا ترى ماذا الذي فرّق شملنا فبتنا غرباء.. ومطلعها كما هو معروف: حبيبي ظمئت روحي وحنّت للتلاقي وهفا قلبي إلى الماضي وناداني اشتياقي أنا ظمئان من حنيني ما اُلاقي.. إلى آخر القصيدة.. وبعد عزيزي القارئ لقد كان مصطفى عبد الرحمن نسمةً منعشةً في سماء وادي النيل.. وروحاً وريحاناً فواحاً بالندى والعطر والأريج الفواح.. وقد كان صديقاً وأخاً ودوداً ومثابراً في اللحظات الأخيرة من حياته في خدمة الأدب والفن في مصر والسودان.