سفراء السودان أغلب تصريحاتهم حالمة ووردية وهو أمر يتّفق مع الاجواء و«البيئة» التي يعيشون فيها..! سفير السودان في باريس قال إنّه سيطلب من القمة الأفريقية الفرنسية إدراج بند الكوارث الطبيعية ضمن البيان الختامي للقمة..! ضحكت ملء شدقيي على كلام السفير «المرتاح» وماذا تفعل فرنسا لكوارث أفريقيا الطبيعية؟.. هل هذا السفير يعيش خارج أوربا ألم «يعايش» ما فعله بركان ايسيلندا بأروبا فقد أقامها وأقعدها وكبّدها خسائر فادحة في الأموال ولا زال..! وأمريكا هذه الأيام تشكو شواطيها وأسماكها من أسوأ ظاهرة تلوث بيئي..! ü يا سيادة السفير أفريقيا مشكلتها ليست في الكوارث الطبيعية ولكنها في الكوارث «البشرية». البشر هم سبب «تخلّف» هذه القارة الغنية بمواردها الطبيعية التي حباها الله بها من كل صنف ولون. üلماذا لا يدعو السفير أن تُضمّن توصيات البيان الختامي للقمة الأفريقية الفرنسية التي تعقد هذه الأيام على شواطيء نيس الجميلة الوارفة فقرة تقول يجب على دول العالم مساعدة القارة السمراء في التخلّص من كوارث وسلبيات السياسة التي تحكم وتتحكم في مصير الأفارقة.. فانظمة الحكم «الفاسدة» جعلت الشعوب الأفريقية هي الأقل استفادة من المنح والقروض والمساعدات الخارجية فمنذ استقلال معظم هذه الدول في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي لم تُقصّر الدول المستعمرة في مد يد العون ولكنّها «راحت بندق في بحر» انظر لحال الدول الأفريقية مقارنة مع رصيافتها في أمريكا اللاتينية أو دول آسيا أين أفريقيا من هذه الدول والشعوب رغم أن المشكلة واحدة والسبب واحد.. يقول تقرير قديم للبنك الدولي إن معظم الدول الأفريقية تعاني من أزمة في الحكم وكفاءة الدولة فهذه الدول ينتشر الفساد في «جهازها» الإداري والسياسي حيث تنظر «النخب الأفريقية لموقعها» على أنه مصدر «لإثرائها» كما تعاني بعض الدول الأفريقية من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي وهناك دول مزّقتها الحروب الأهلية التي أقعدتها عن التقدّم والتنمية. وحال أفريقيا لا يحتاج لتقارير دولية ولكن من المسؤول عن كل هذا التردي؟ إنه الإنسان. إنه البشر. وإنها الكوارث البشرية التي فشلت في تقديم نموذج للحكم الصالح الذي يحقق رغبة الشعوب في العيش بحرية وكرامة هل أنا أتكلّم عن أفريقيا «كلها» أم أتحدث عن السودان - يقول علماء اللغة أطلق الجزء وأراد «الكل» وهو كذلك..!!