السيد الرئيس المشير.. عمر البشير.... لك التحايا والسلام.... وهاهي... الانتخابات... قد إنطوى ملفها... وأغلق «فايلها».. صوت من صوت... وقال نعم لكم من قال.. وقال.. لا من قال.. وقاطع.. من قاطع.. وأنا سيدي من المقاطعين... وهكذا هي رحابة الديمقراطية... الرائعة الشاسعة البهيجة... ويا لروعة القتال والعراك... والمبارزة عندما تكون فقط... عبر أوراق الاقتراع... ويا لبهاء وجمال وروعة الأسلحة... عندما تكون... عبر أوراق وصناديق... وفرز... واعلان.. ويا لرحابة خيمة «الديمقراطية»... التي تسع الحاكمين والمحكومين... والمدافعين والمعارضين.. وها نحن... نبدأ الخطوة... الأولى.. ركضاً.. لبلوغ... آفاق... الديمقراطيات الراسخة.. المعتقة... التاريخية... في العالم المتمدين... حتماً نصل... هكذا يقول التاريخ... وهكذا إقتنعت «الانقاذ» وان كان الاقتناع... أخيراً جداً.. وحسناً إنه أتى.. وهو بلا شك.. أفضل ألف مرة... من أن لا يأتي... لن نفسد عليك بهجة أيام تنصيبك... بالعودة الحزينة إلى تلك الأيام الحزينة... عندما هب اعصار الانقاذ... ورمى.. باطنان من الرمل... على عيوننا... فهذه صفحة.. وقد انطوت... وماض قد ولى.. وتاريخ وقد تجاوزه الزمن... فلننظر إلى المستقبل... ونحن نتمنى التفاؤل... ولا بأس أن ننشد مع الهادي آدم غداً تأتلق الجنة انهاراً وظلاً... ليتها تأتلق... ليت الله الكريم القادر أن يترفق بالوطن وشعب الوطن... سيدي الرئيس... إن الوابل من الحديث ينتظر... والمهام الجسام... حتماً هي في الطريق... ولعل أخطرها... وأجلها شأناً بل أشدها خطراً وخطورة.. هي أمر السودان... الوطن... وحده... وينهض السؤال... المفزع المخيف... الذي ترتعد منه الأوصال... وتخفق من هوله القلوب... وتتزلزل تحت الأقدام الأرض... هل سيبقى السودان... وطناً واحداً... بحدوده التي توارثناها... جداً عن جد.. لنغني وننشد... ونفرح... ونهتف... ونسعد... ولنردد عبر البيد والصحارى... والأنهار... وعبر الوهاد... وفي الساحات... وفي الطرقات... إن هذا اليوم فينا يوم عيد... أو لا قدر الله... ولا سمح صندوق الاستفتاء... ولا عبس أمامنا التاريخ... ولا... غشيتنا... ظلال... وأشباح... وظلام الهزيمة... وانشطر الوطن... كحبة الفول... إلى قسمين... يا لهول التكليف... ويا لفداحة وصعوبة وقسوة الامتحان... ويا لعظم المسؤولية... التي تجابهها... وتواجهها... فأعلم سيدي الرئيس وأنت بالفعل تعلم... إن التاريخ... يقف متحفزاً... مستعداً جاهزاً... لتسطير هذا السطر الخطر المخيف... إما أن يكتب... لقد ظل السودان وحدة فولاذية... كرة من فولاذ... عصية على التشظي... منيعة على الانقسام... في عهدك... وهنا... أظنك... ستنام... بل تعيش ما تبقى لك من عمر... فأنت.. تتوسد... أروع... وأفخر.. وأفخم... وأفلح... وسادة... عرفها السودان... وتعلق.. على حائط صالونك... أرفع شهادة... وأعظم وسام... تظل تفاخر وتفخر به حتى يرث الله الأرض... ومن عليها... وهي إنك من كان يحكم السودان وعبرت به إلى ما بعد الاستفتاء... سوداناً... بكامل حدوده... من نخلات حلفا... وللغابات وراء تركاكا من دارفور الحرة نبيلة... كل قبيلة على التاكا... وما أعظمه من وسام وما أبهجه من انجاز... أو... الانقسام... والانفصال... ويا لخوف فؤادي من غد... وأيضاً... نذهب مع الهادي آدم... وهو يواصل... عبر عبقرية أوتار... عبد الوهاب... وعظمة «عبده القانونجي»... وكلماته... تجري كنهر فضي رقراق... من صخرة موحدة العرب... كوكب الشرق... وآه من غد كنت أرجوه إقتراباً ولكني هبته لما أهابا... سيدي الرئيس... هذه رسالتنا.. الأولى... وكان لابد أن نخصصها... للاستفتاء... لأن أي حديث... عن وصايا... ومطالب... وأماني... غيرها... يكون غناءً للأشجار... والذي يعني السكوت عن جرائم أشد هولاً... غداً سيدي نحدثك عن حديثك الذي... افرحنا... وهو قولك وتأكيدك إنك سوف تطهر الخدمة المدنية... لك السلام... وحتى الغد. عزيزي القارئ، هذه رسالة من يوسف مصطفى الأمين