ولا نتّعظ.. ولا نتعلّم.. ولا نتوب.. وفي كل.. ليل.. درس جديد.. وبكامل قواي العقلية.. وبملء إرادتي.. وبقوة حالتي العقلية.. المعتبرة.. شرعاً.. آخذ «أصبعي» في كل مساء.. و«أطبظ» به عيني.. وليتني فقأت عيني الاثنتين.. وليت على أذنيّ وقر.. حتى لا أسمع ولا أرى.. أمّا كيف وأصل الحكاية.. هي.. جدول رحلتي.. اليومية.. أخرج في حرّ الهجير.. لأستظلّ من الشمس بالشمس.. كفاحاً.. أسطورياً.. لممارسة الحياة.. والتمتّع في روعة بشرف الحياة.. أصادف ما ألاقي من الرهق.. تحبطني «السياسة» في كلّ لحظة كل لمحة.. من حياتي الشقيّة «أتحاوم» في الميادين والطرقات.. وأنظر فلا أرى بدراً.. بل ظلالاً من البؤس مرتسمة في نصاعة على عيون أبناء شعبي من «الحرافيش».. الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت.. وانبهمت في وجوههم كلّ طريق.. وانسدّت في قسوة.. أمامهم أبواب الأمل.. وعزّت الابتسامة.. وجهات.. تصادر الأحلام والابتسام ولبن أطفال الحليب.. لا أترقب.. ولا أنتظر.. ولا أشتهي.. تشكيل الحكومة.. فهذا شهر ليس لديّ فيه «نفقة».. وشأن يخصّ فقط الأحبة في المؤتمر الوطني.. حفظهم الله.. ذخراً للبلاد.. وأنعم عليهم.. بفترة.. حكم.. ثانية وثالثة.. ورابعة.. وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.. فأنا.. تالله.. بدأت «أقنع».. وأخشى أن أرفع الراية البيضاء أو المنديل.. وعندها.. سأقرأ الفاتحة على روحي.. بل سأقيم سرادق عزاء وبكاء على موتي.. ثم أرثي نفسي، وكأنّي مالك بن الريب التميمي.. ذاك الذي لدغته «الحيّة» وأين لي من حيّة ذات سم زعاف.. تريحني من ذلك الرهق.. وبؤس فقراء بلادي.. وحياتهم التي أصبحت.. هماً.. وتسهيداً.. يا لفداحة.. وهول الأهوال.. والدنيا.. وشعوب الأرض تحتفل يومياً بشروق الشمس إيذاناً بيوم جديد.. ونحن «نشيل» همّ كل يوم جديد.. تعلنه لنا أشعة الشمس وهي تشقّ أستار الظلام، وحلوكة الليل البهيم.. والدنيا كلّها تراهن في ثقة وسعادة ومرح.. على غد.. ذاك الذي رسم لوحاته الزاهية الراحل.. الجميل.. الهادي آدم.. وهو.. يفتح نوافذ الأمل مشرعة.. وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاً.. لا يا استاذي.. فنحن اليوم نخشى من غد.. ويا لخوفي واحتراقي من اقتراب الموعد.. والموعد.. أستاذي.. هو غرة عام 2011م.. حيث الاستفتاء.. وحيث الامتحان الرهيب.. وحيث اللحظة المفصلية في تاريخ بلادي.. فالخيار الصعب.. إما سودان واحد.. حيث نسعد ونشدو ونغني.. وإما «شق» وطن، وكأنه بفعل زلزال بقوة عشر درجات على مقياس ريختر.. حيث نحزن.. بل نبكي.. وأخشى أن نفنى.. «طيب» أين موضوع «طبظ» عيني.. مهلاً.. أنا بعد أن أعود.. ليلاً إلى داري أسهر مع مؤشّر الراديو.. والكون كله في صدر الليل نائم.. ألتمس عزاء.. وغناء.. وطرفة.. وموضوع.. ثم تتدفّق المعلومات والأحداث.. وابلاً غزيراً وكثيفاً.. ينقل لي.. بالتفصيل.. كيف هو العالم خارج أسوار وطني.. بل خارج نطاق محيطي العربي.. بعيداً عن غابات وأدغال.. قارتي الإفريقية.. وكيف أننا نعيش على هامش.. صفحات الإنسانية، والحضارة، والتقدّم.. يعلّمني «الراديو».. كيف هي حقوق الإنسان حصانة.. وكرامة المواطنين محفوظة، وأن أغلى ما في الوجود.. هي صيانة آدميّة المواطن.. في الغرب الكافر.. وفي أمريكا البعيدة بعد الأطلنطي.. وهاكم مثالاً يجعلكم.. لو كنتم «عاقلين» تحطّمون «رواديكم» بل تهشّمونها، حتى تصبح أكبر قطعة.. منها.. في حجم «الزرارة» والخبر هو أنّه بالأمس.. اعتذر ديفيد كمرون، رئيس وزراء إنجلترا. للشعب.. وكل آيرلندا عن قتل جنوده لثمانية وعشرين مواطناً، كانوا يتظاهرون سلمياً.. وحتى أدهشكم.. وأقتلكم «مغصاً» فقد كان ذاك الحادث قد جرت أحداثه.. عام 1972.. والآن.. هل تنتظرون استقالة «زول» واحد.. أو اعتذار مسؤول واحد.. عن أي فعل، مهما كان.. فادحاً.. وخطيراً.. ومدوّياً.. طيب انتظروا.. وسيطول انتظاركم وربّ البيت..