تشهد أسرنا تحركاً تربوياً نشطاً، لانتقال أبنائها وبناتها، إلى الصف الأول، بالمرحلة الثانوية، وتشهد ولاية الخرطوم ما تشهد، لالحاق الأبناء والبنات بتعليم مميز، والمعلوم أن المدارس النموذجية هي رغبتهم الأولى، لكن القبول بها يتم وفق حصول الطلاب والطالبات على درجات عالية في امتحان مرحلة الأساس، وتعطي وزارة التربية هذه المدارس اهتماماً كبيراً من حيث إعداد بيئاتها الدراسية واختيار معلميها، ودعمهم دعماً مادياً يجعلهم لا يبرحون المدرسة، بل يزداد عطاؤهم ليظهر ذلك في نتائج امتحان الشهادة الثانوية، وآخرون من الطلاب والطالبات الذين يحرزون درجات عالية، وقدرات أهلهم المالية عالية، يجدون فرصاً في القبول بالمدارس الخاصة المتميزة، (وهي معروفة) بالأداء الممتاز، مع رسوم دراسية عالية، وبقية الطلاب والطالبات يقبلون في المدارس الجغرافية.وهنا نسوق الحديث للسيد الأستاذ المربي محمد أحمد حميدة وزير التربية، لنقول له أولاً: تهانينا لك بهذا المنصب، وقد سرني كثيراً ما قرأته من الإشادة بهذا الاختيار، لمتابعاتك للتعليم في هذه الولاية الرائدة، متابعة أسهمت في جعل الولاية رائدة التعليم في بلادنا، ومن ثم نقول لك إن عنايتكم بالمدارس الجغرافية لا بأس بها! وهي مدارس الأغلبية! والأمل معقود على الله، ليوفقكم في إعادة النظر في أداء المدارس الجغرافية، بوسائل عدة أهمهما!.المعلم، فإن راتبه لا يكاد يكفي ضروريات حياته، ومن ثم هم يخرجون خلال اليوم الدراسي للمزيد من الرزق الحلال، فلابد من تفكير جاد، لبديل لأن يكون عطاء هؤلاء الشباب أوفر، وأنتم بذلك أقمن وأجدر!. ومن مشكلات التعليم الثانوي وتدني مستويات كثير من الطلاب، هذا السلم الذي نطبقه الآن! وآمل أن نعود للسلم الذي تعمل به معظم الدول حولنا وهو 6-3-3 لتوجد مرحلة الوسطى، التي تهيئ الطلاب للتعليم الأكاديمي الثانوي، وآمل أن تنتشر بين الآباء والأمهات والطلاب فكرة أن ما كل طالب بقادر على الدراسة الثانوية الأكاديمية.. ولابد من إعداد التعليم الفني الوسيط والثانوي، ليناسب قدرات هؤلاء الطلاب، لنقلل من هذا الكم الهائل من الفاقد التربوي!! لابد أن نعرف أننا محتاجون لصناع مهرة ليسيروا الحياة أكثر من إجبار الطلاب على دراسة أكاديمية هم ليسوا قادرين عليها، وقديماً قيل: وما نيل الطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباومن منا لا يشتهي أن يكون ابنه طبيباً أو مهندساً، أو اقتصادياً بارعاً، أو قاضياً عدلاً، أو محامياً حجة.. قل كلنا نريد ذلك، ونعلم أن الأمور تجري بقدر، وقد علمنا أساتذتنا من قبل (أنّ قيمة المرء ما يتقن وقالوا عن تجارب صادقة.ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.