قال صاحبي المغترب ، وهو يردد أغنية العريس السلطان طه سليمان ( دقيت ليهو ما رد يرن جواله بي شده ) ، ان مسألة اصطياد الإنسان لأي شخص في السودان بواسطة الجوال من سابع المستحيلات ، حسب كلام صاحبي الزعلان أن كل الناس مهمين في الوطن ، ومنشغلين حتى شوشتهم بحراك الحياة والعمل الجاد ، لذا فإنهم لا يردون على المكالمات الواردة ، ياسلآآآآآآم سلم حاجة تفرح القلب المعنى ، صاحبي الغاضب قال أنه ظل لمدة ثلاث أيام يحاول الاتصال بأرقام موبايلات بعض من اصدقائه من اجل اخذ نمرة شخص مريض معروف تعافي بالسلامة حتى يطمئن عليه ، لكن الجميع طنشوا جدود أبو جدوده ، وتركوه يبرطم ويلعن سنسفيل الجوالات من سيبريا وحتى جنوب أفريقيا ، وحتى أمتص غضب صاحبي وأطيب خاطره الكسير قلت : له ممازحا أن الناس في السودان أذكياء ويخافون على صحتهم من الذبذبات الخطيرة الصادرة عن أجهزة الموبايل عشان كده هم لا يردون على المتصلين ، وواصل الفقير إلى الله عبد العال حديثه مطمئنا صاحبه الغاضب أن الناس في السودان يدركون تماما أن أصحابنا الأطباء هذه الايام يعيشون في النغمة الجميلة قرفانين ( وانت متين تجينا ) ، لذا فهم خائفون أقصد الناس من تداعيات الموبايلات والأمراض المرتبطة بها ، ولا يودون مراجعة الأطباء خصوصا في هذه الايام بالذات ، وحتى اطمئن صاحبي بكلامي المكرب ، قلت له ان هناك دراسة حديثة أكدت ان الكلام لمدة نصف ساعة والرغي في الجوال يمين وشمال يزيد من مخاطر الإصابة بالاورام الخبيثة ، عموما شيء جميل جدا أن ينتبه الناس في السودان إلى مخاطر كثرة الرغي في الموبايلات ، ويبطلوا كلام من أصله ، المهم المشكلة أن صاحبي الزعلان قال أنه أيضا قام بكتابة رسائل إلى أصدقائه وبعض من معارفة من أجل إرسال نمرة صديقه المريض ، لكن رسائلة خرجت ولم تعد وأصبحت شيح في ريح ، أسمعوني ، بعد الإستعانة بالله سبحانة وتعالي أيضا حاول عبد العال غفر الله له وأثابه ان يبرر لصديقه عدم رد الناس على الرسائل ، وقلت له أن الناس يخافون من تبلد عقولهم وإصابتهم بمتلازمة التنبله ، وما كدت انتهي من كلامي حتى رفع صاحبي الغاضب عقيرته بالصياح ، وقد احتقن وجهه من الغضب وأصبح قاب قوسين من التهور ( كيف الكلام ... ده يا زول أنت جنيت .... كيف ... تقول .... رسائل الموبايل تجيب البلادة والتنبله ) ، قلت وانا أحوقل وابسمل ان حكاية رسائل الموبايل التي تسبب البلادة والتنبلة كلام صحيح مائة بالمائة حيث أعلن علماء النفس الانجليز ، ان الأشخاص الذين يتواصلون مع اصدقائهم وأحبتهم بواسطة رسائل الجوال معرضون إلى الإصابة بجرثومة البلادة والتنبله ، شفتوا كيف الناس ناصحين في السودان وحريصين على صحتهم عشان كده يرفضون الرد على الاتصالات ورسائل الجوال . المهم مبروك طه سليمان ، ولا عزاء لصديقي الغاضب وعليه أن يعيش مع نغمة دقيت ليهو ما رد .