شاهدتها من قبل كانت مدرسة عادية كغيرها من مدارس الأساس، وبعد فترة وجدت بها صيانة كاملة، وبعدها أصبحت بناية جميلة جداً، لا تشبه المدارس الحكومية الأخرى.. جاء في نفسي بأن هذه المدرسة تم تحويلها إلى مدرسة خاصة، أو مشروع استثماري، أو شئ من هذا القبيل.. عرفت من مدة قصيرة أنها مدرسة (ذات النطاقين) وكانت تسمى سابقاً (مدرسة الصحافة وسط)، وعرفت أيضاً أنه طُبق فيها مشروع يسمى مشروع (المدارس المستقبلية)، واستقطع من المدرسة جزء لبناء معهد لتدريب وتأهيل المعلمين.. وهذا المشروع جاءت به وزارة التربية والتعليم العام، وكانت مدرسة (ذات النطاقين) أول مدرسة يُطبق فيها- حسب ما قيل- وللحقيقة أن البنيان الذي تم فيها جميل ومكون من طابقين، وتزين أسقف الفصول (بالنجف) وبها أبواب وشبابيك جميلة جداً..أما المعهد الملحق بها أجمل منها، وهو تقريباً انتهى البنيان فيه.. إلى هنا الأمر جيد، ولكن المشكلة في هذه المدرسة أنها ومنذ العام 2007م إلى يومنا هذا لم تكتمل بها التشطيبات التي تجعلها صالحة للاستعمال... ومازالت الطالبات مشردات منذ ذلك الوقت، فتم الحاقهن بمدرسة (عمار بن ياسر)- وهي للعلم مدرسة بنين- حيث كانت الطالبات يدرسن في الفترة الصباحية والطلاب مساءً، ولكن بعد احتجاج أولياء أمور الطلاب على زمن الدراسة المسائية، تم دمج الطلاب مع الطالبات وتوحيد زمن الدراسة، وحدث الاختلاط، مما نجمت عنه سلبيات كثيرة، حتى جاء العام 2009م وأصر أولياء أمور الطالبات بالرجوع إلى مدرستهن، فكان نصيبهم (خيم) تنصب للدراسة لإكمال العام الدراسي فيها.. ذهبت قبل يومين إلى هذه المدرسة لمعرفة ماهيتها، فوجدت المعلمات يجلسن في حيرة وخيبة أمل، والطالبات ارجعن إلى منازلهن بقرار من مدير التعليم إلى فترة لم تحدد... تحدثت إلى مديرة المدرسة وسألتها عن الأقاويل التي تحوم حول هذه المدرسة، فهناك أناس يتحدثون بأنها بيعت إلى جهة ما، وآخرون يقولون إنها مستشفى خاص، نفت المديرة كل هذه الأقاويل، وقالت: إن الدراسة ستبدأ بعد اسبوعين من يوم الاثنين الماضي.. ولكن مجلس الآباء قلق من مصير الطالبات، ومتخوف من مماطلة الوزارة والجهات المسؤولة في تسليم المدرسة كما وعدوا من قبل، ويتساءل أليست أربع سنوات كثيرة لبناء مدرسة (أساس) حكومية؟.. ونحن بدورنا نتساءل هل يستغرق بناء مدرسة أساس حكومية كل هذه الفترة التي كانت خصماً على الطالبات؟.. وحسب ما علمنا أن هناك جهة استثمارية تركية وراء هذا المشروع، ولا أدري ماذا تستفيد هذه الشركة من مدرسة حكومية لا عائد لها.. ونسأل الولاية وواليها ماهو موقفكم تجاه هذه المشكلة؟ وننوه بأنها سوف تتشعب إذا لم تجد الرعاية الكافية من الولاية.. تنويه: هناك تحقيق شامل حول هذه المشكلة سوف ينشر خلال الأيام القليلة القادمة بإذن الله.