بمعنى (أنهما) أختان.. في حواء وآدم.. وأختان فهماً.. وعمقاً.. تبياناً.. ويحويهما النيل والكثبان.. (فرجاء) سلكت منحنيات الطريق الأسفلت شمالاً، حيث عثرت (بغلة) أختها الشهيدة (شهوة الجزولي).. وهي (أي شهوة).. في طريقها لوزارتها بنهر النيل في العقد الماضي.. فأكملت (رجاء) خطواتها.. وجاءت من سبأ بنبيء يقين.. أن (الإنقاذ) ستخطو بالناس حتى يأتيها (تن شاو تن) وهم من كل حدب ينسلون وينحدرون.. وقد صدقت.. فهذه أمامكم (المعادن) بالشرق.. والبترول في أركان باطن الغرب والأوسط ومنعطفات الجنوب.. وهذه ثروتكم الزراعية والحيوانية.. وها هو الإنسان يفاخر في (الولايات) بالعلم والمعرفة والبيان.. ويقول هل من مزيد.. ويفعل ربك ما يريد.. و(رجاء) وأخواتها.. تعبق من معاطفهن أريحية (أُمهن) الكبرى بروفيسور/ سعاد الفاتح البدوي، وأختهن الأخرى (عائشة الغبشاوي) وهلم.. وهلم.. و(أنجلينا تنج) ترنو ببصرها وتعانق شقيقاتها على (كوبري).. كريمة (بمروي) هناك.. ولكنها تسرع عدواً وقفزاً (كوبري) الوحدة في (بانتيو) الذي ربط بين (الرقاد) غرباً.. ومدينة (بانتيو) شرقاً مسقط (رأس) الشهيدين (أحمد الرضي جابر) و(فضل السيد أبو قصيصة).. وآخرين معهم.. الذين جنحت بهم الطائرة.. فحين شاهدنا أهل سوق بانتيو يحيطون بالموقع أيقنا أن (فضل السيد) من (الشمالية) و(أحمد الرضي) من (ملكال) لا عاش من يفصلهما.. (فانجلينا) أبت إلا أن تصارع بعزمها ولهجتها لأن تكون (ملكة) لولاية الوحدة.. وهي تقول أفسحوا لي يفسح الله لكم.. ولما رمقوها تحدياً.. قالت والله لآتينكم بأصوات لا قبل لكم بها.. فقال مناصروها: الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين.. فبهذا الإصرار والقوة.. خاضت منافسات (كرسي) والي (الوحدة) بالجنوب.. تدعمها رصيفاتها (أقنيس لوكودو) و(سامية حسن) و(رجاء حسن) و(قمر هباني) و(فطور الصائم) و(إشراقة بلبل منجواك).. يؤازرهن (الشيخ بيش) و(أبوبكر دينق).. وفي هذا السياق كان الأخ (تعبان دينق) أدرى بالملفات والمطبات والمنحنيات أكثر من (الملكة) (أنجلينا) فدخل (كوبري) بانتيو قبلها.. فسجلت له الأولوية في السباق.. وجلس هو تحت (الشجرة) على شاطيء البحر يلقي بالأطعمة فوق أفواه الأسماك المشرئبة المتسابقة بأعناقها للالتفاط.. فكانت جولة باهرة خاضتها (الملكة) أنجلينا تنج.. وهذه هي عطور وفوائح الوحدة والنسيم الوطني.. كل هذا وأختها (رجاء) باتحاد المرأة القومي.. تتمنى لأختها (تنج) الصعود على منبر (الوحدة) معاً.. فتعانقتا.. ثم جلست (أنجلينا) على (كرسي) الفضاء التلفزيوني يوم السبت (12/6/2010م) لتقول للعالم.. إن الوحدة والانسجام الوطني بين شمال السودان وجنوبه هو إستراتيجية منجية من وعكات وعثرات الطريق.. ولما أكدت عليها مذيعة (التلفزيون) أن تقرير المصير لم يتبقَ له إلا زمن يسير (سبعة أشهر).. قالت (أنجلينا) بفصاحة وبلاغة نادرة (إنني أدعو وأصر على الوحدة الوطنية السودانية.. حتى ولو لم يتبقَ على تقرير المصير إلا 24 ساعة).. فهذا الوعي والإصرار الحضاري من (الملكة) أنجلينا.. يدل ويظهر الصوت والقوة النسائية للمرأة السودانية.. وهو نفس الصوت والرأي القوي الذي ظهر على الشاشة نفسها من البروفيسور (لام أكول أجاوين).. وهو ذات الصوت والرأي القوي من (أتيم قرنق) نائب رئيس المنبر التشريعي القومي (المجلس الوطني).. كلها أصوات وطنية قوية في زمن والمرأة في مسار مفصلي وهي تقول (وامعتصماه) عند المضائق الخاسرة.. وهي التي قالت في يوم من الأيام إبان حرب (البوسنا والهرسك) في العقدين الماضيين.. نادت المرأة هناك (واعفتاه.. وامحرماه).. وعندنا هنا (نسيبة) و(رابحة الكنانية) و(أنجلينا) و(رجاء) يرفضن المحورة والإنزاوئية.. وقد أتانا (السلام) عبر تعاون الجيران (نيجيريا.. وكينيا.. وتشاد.. ويوغندا).. وعلى منبر قطر والدول الحادبة الأخرى نأمل أن نتفادى الصدام.. فإننا أسلفنا (مراراً) أن الدول الطامعة الكبرى.. تريد أن تشعلها حرباً من جديد.. وهي دائماً تتوحد لضرب الآخرين.. كما (قتلت) البطل (صدام حسين).. وأمسكت من قبل برئيس دولة واقتادته.. على مرأى من العالم.. وعلى سيارته علم (دولته الوطني) وهو رئيس- بنما - (نوريقا).. حتى أنشدنا نحن قائلين (رئيسنا ما نوريقا.. رئيسنا السيف البقطع).. فإن كان لنا تلاحظ وتظالم فدوننا الحوار... (الشبابي) أو (النسائي) أو (القطاعي).. ودور الجامعات ومنابرها تشهد لنا بالإخاء والتوحد المتفرد.. فمثلما كنت يوماً (رئيساً لإتحاد طلاب إحدى الجامعات).. كان أخي (أبو بكر دينق) رئيساً لإتحاد طلاب أكبر جامعة بالسودان.. وهي جامعة القاهرة فرع الخرطوم (النيلين) حالياً.. ولنا عبرة في أكبر دولة في العالم.. أرضاً وطموحاً.. فأجرت دوراتها التشاورية حتى اعتلى قيادتها (مبارك حسين أبو آمنة)- كما أسميه أنا - وهو (باراك أوباما).. ونحن بين أيدينا مرجعيات النظام العالمي (... لا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار..) والخذلان.. فكأن (أنجلينا تنج) تقول لأختها (رجاء).. لو أن بيد إحدانا (شتلة) من (أمل) الوحدة.. وعلمت إحدانا أن المصير سيكون بعد (24) ساعة.. فلتغرس (الشتلة) لعلها تكون حظاً وفيراً لآخرين من أبناء (الرنك) و(بابنوسة) و(توريت) و(النهود) و(راجا).. ويا حمائم السلام والوحدة أصدحي.