تعيين السمؤال خلف الله وزيراً للثقافة جاء متأخراً، إلا أن العزاء في أن مجيء القرار متأخراً خير من أن لا يأتي.. فالسمؤال كنا نتوقع أن يأتي للوزارة «وزير دولة»، عقب عودته من بغداد التي شكل فيها حضوراً سودانياً لافتاً، وكان سفيراً حاضراً من خلال مركزه الثقافي الذي أذكر عندما زرناه مرة هناك ضمن وفد حكومي ضم فتحي خليل نقيب المحامين السابق ووالي الشمالية الحالي، والرائد حينها يونس محمود صاحب التعليق السياسي الشهير، وود الفضل الوزير السابق، وعلي جرقندي النعيم الإداري المعروف وشخصي، وجدنا لافتات ندوة السمؤال التي سنشارك فيها بمركزه تملأ الطرقات هناك بالرغم من أن زيارتنا كانت لدعوة أخرى، وعرفنا أن السمؤال يفعل هناك ما تعجز عنه كل الملحقيات الثقافية السودانية المنتشرة في دول العالم بلا حضور، بل أدهشنا في مركزه ليلة الندوة بعدم وجود مساحة لمتأخر من الحضور الذي لم تتأخر عنه حتى وكالات الأنباء العالمية التي عرفنا أن السمؤال ظل لصيقاً بها ومؤثراً فيها.. المهم أن السمؤال ظلم وتم الدفع بمن هم أقل عطاءً وأثراً منه في وزارات الثقافة التي لم يجد هو خلال «20» عاماً واحدة منها بالخرطوم أو خارجها، مما يجعلنا نسعد لإنصافه أخيراً، كما سعدت لدخول عدد من الوجوه الشابة للتشكيل الجديد والتي من بينها سناء حمد وإن كنت أتفق مع من يقول إنه كان الأنسب لها وزارة الشباب من الإعلام، الوزارة التي تفرق دمها بين الهيئات ولم يعد لها دور، كما سعدت بإعادة المهندس فيصل حماد من الولايات للمركز وزير دولة بوزارة النقل، لأن فيصل من الطاقات الشبابية صاحبة التجربة، فهو قد عمل دبلوماسياً في القاهرة وعاد منها مديراً عاماً لمجلس الوزراء، ثم انتقل الى وزارة التخطيط العمراني بالنيل الأبيض ورشحه الناس هناك جراء نجاح تجربته ليكون والياً على الولاية، إلا أن تقديرات المركز اختارت الشنبلي للنيل الأبيض، وحماد للنقل وهو من الذين خبروا ملفات النقل خلال عمله بمجلس الوزراء مما يجعلنا نستبشر بدور فاعل له في الوزارة الجديدة. أخاف من عودة الصراعات بين وزراء الدولة والوزراء الإتحاديين التي ظلت محتدمة طوال السنوات الماضية ووصل بعضها إلغاء الوزراء الإتحاديين لقرارات البعض وحدوث هزات داخل المؤسسات، والسبب عدم وجود توصيف محدد للمهام، فالوزير الإتحادي هو كل شيء، فيما لا يملك وزير الدولة أي سلطات ما لم يمنحه الوزير الإتحادي بعضاً من سلطاته واختصاصاته، فهل ستتسع دائرة الصراعات بعد أن صار عدد وزراء الدولة في التشكيل الوزاري الجديد أكثر من الوزراء الإتحاديين، أم أن توزيعاً للأدوار سيتم يسبق الصراعات المرتقبة.. السؤال مهم والإجابة العملية عليه أهم، خاصة وأن من بين وزراء الدولة من هم أكثر قدرة وفاعلية من الوزراء الإتحاديين الذين جاءت بهم الموازنات.