في السنوات الأخيرة، أصبح جل طموح المثقفين والمشتغلين في الحقل الثقافي وزارة منفصلة بعد أن أصبحت الثقافة ذيلا لوزارات اخرى، فإرتبطت بالاعلام والاتصالات ثم الاعلام ثم الشباب والرياضة.. وأخيراً أصبح للثقافة وزارة منفصلة.. ووزيراً من المشتغلين بالثقافة وإن كان حوله قولان.! ومنذ اعلان انشاء الوزارة وتعيين وزيرها سيطرت، ملامح من الفرح والامل والإحباط على الاوساط الثقافية وعلى الاقلام التي كتبت متناولة الحدث.. فهل يا ترى مشكلة الثقافة كانت فعلاً في انشاء وزارة منفصلة ووزيراً ينفعل مع الاحداث؟.. وقطعاً الايام المقبلة كفيلة بالاجابة على ذلك التساؤل وغيره من التساؤلات الهامسة والجهيرة.. فالسمؤال الرجل المناسب في نظر من يقيسون تجربة إدارته لمؤسسة أروقة لرعاية الثقافة والفنون وما قدمته تلك المؤسسة الاهلية من إنجازات ضخمة لخدمة الثقافة ورعاية أهلها.. والسمؤال ليس الرجل المناسب في نظر آخرين متخوفين من مرجعيته الحزبية التي قد تغلب بعض الاوعية الثقافية على أخرى مما يعيد الى الاذهان.. الثقافة.. ليس بمفهومها الشامل وإنما الثقافة التي ظهرت مع الانقاذ في أيامها الاولى أغانيها وملاحمها ومحتوى المواضيع الثقافية التي تهمها..فأي الرجلين سيكون السمؤال؟ فالتركيبة التي يوصف بها السمؤال أنه رجل جندته المنابر والمسارح والمساجد.. بينما التركيبة التي يوصف بها الواقع الثقافي أنه يجمع تناقضات الواقع السياسي والاجتماعي والديني، الذي يفرز تعدد الثقافات والإثنيات التي تقود إلى إشكاليات الهوية.. وتركيبة الرجل «المزدوجة» وتركيبة الحقل الشائكة هي التي تقود ثقافة المرحلة المقبلة.. فهل يستطيع السمؤال ان يكون الرجلين معاً أم أن ديوان الدولة سيفرض عليه ان يجعل مما قدمت تاريخاً مشرقاً له في أروقة ام سيكون الوزير الذي يخطو نحو مستقبل مظلم ينفذ السياسات ويتحدث وفقاً للميزانية.. فهو بعد أن كان مالكاً أصبح مملوكاً..!