كيف نقبل منطقاً وعقلاً ألاَّ تنال مدينة مثل الدامر حقوقها الشرعية، وتحظى بتخطيط حديث، وهي عاصمة ولاية نهر النيل، وكيف ولماذا يشرب سكان المدينة الماء مباشرة من نهر النيل الذي تتبول فيه نعاج النيل الأبيض، وفيه تتخلص الخرطوم من أوشاجها وعارها القديم، وفي النيل سليل الفراديس الكثير مما يجعل ماءه مالحاً، فكيف تجعلون أهل الدامر يتجرعونه، لأن همة الحكومة تقاصرت عن توفير المياه النقية. الدامر عاصمة ثقافية وتراثية، ويكفيها آل المجذوب ونيران المجذوب، والأعجمي الذي تعرب عكير الدامر، ولكن حكومات السودان ربما تنظر للدامر بعين غير عين الحب والتقدير لهذه المدينة الوسيمة، التي تستحق أن لا يتحسس الفريق الهادي عبد الله مسدسه مجرد ذكر اسمها، لارتباطها بالشعر والثقافة، وليست الانقلابات العسكرية، ومن غرائب الدنيا وعجائبها إن الذي يملك الدبابة والمدافع يخاف القرطاس والقلم.. لكن الفريق الهادي لا يخاف الدامر، لكن متى يثبت لنا إن قلبه يحب دامر المجذوب ويقرأ معنا هذه السطور: لشخصكم الكريم ألف تحية وسلام.. ما جاء بعمودكم بالعدد رقم 1381 بتاريخ 11/6/2010م خارج النص (رسائل)، وهنا أشيد برسالتكم التي أرسلتها إلى سعادة الفريق ركن الهادي عبد الله والي ولاية نهر النيل من الإهتمام بنهضة وتنمية وتطوير مدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل، وقد ظل هذا الأمر حلماً يتمناه أهل الدامر، ويتطلعون ويتشوقون لسماعه، هذه المدينة التي ظلمت في كل الحقب السياسية، أبناء الدامر يدافعون ويطالبون بإعطائها حقها المسلوب، ليس عطفاً أو خصماً على مدن أخرى، ولكن هذا حق شرعي وواجب لهذه المدينة، باعتبارها عاصمة للولاية، والمطلوب من سعادة الفريق أن تكون ضربته لبداية تطوير المدينة هي تخطيط المدينة، وكذلك توفير الماء النقي والصالح للشرب، والمدينة بالقرب من نهر النيل، كذلك المطلوب من سعادة الفريق بقيادة نفرة شعبية عمرانية من أجل إعمار مساجدها العتيقة، والتي وصلت حالتها العمرانية للانهيار، خاصة جامع شيخ مجذوب العتيق، وجامع هاشم السليلي، وإعادة إعمار خلوته التي خلت من الطلاب، وانطفأت فيها نار القرآن الكريم، كذلك جامع المدرسة الثانوية بالدامر، وأيضاً نريد من سعادة الفريق أن يحدث ثورة ثقافية تعيد إلى الدامر مجدها الثقافي والأدبي، وذلك تكريماً وعرفاناً إلى شعرائها وأدبائها، وأن يكون له سبق بتشييد مسرح مدينة الدامر، وهل يُعقل عاصمة ولاية بدون مسرح وخرجت العديد من الأجيال في شتى مناحي الثقافة!! وأن يهتم بتطوير الرياضة والتي تدهورت أوضاعها، وأن نشاهد ساحة خضراء بحق وحقيقة وليست ساحة جرداء وقاحلة. نحن نعلم أن سعادة الفريق لا يملك عصا موسى في ظل ماورثته حكومته من مشاكل وقضايا كبرى، وأهل الدامر يطالبون بحقوق مدينتهم. شكراً وتقديراً أستاذي الجليل على رسالتك الصغيرة في سطورها الكبيرة في معناها في نفوس مواطني مدينة الدامر. أسامة حسنين السيد / من أبناء مدينة الدامر