هل هي قفزة جديدة. أم هي قفزة في الظّلام.. الساحة السياسية مُلبّدة بالغيوم.. والغيوم تعني هطول أمطار.. والأمطار ربما تكون سوداء أو حمضية.. أو أمطار خير وبركة ولكن هل يأتي الخير من أمطار السياسة على النحو الذي نراقب ونشاهد هذه الأيام؟. السماء مُلبّدة بغيوم وأعاصير الوحدة والانفصال والساسة يتحدّثون ويقترحون و«يلعبون» في الزمن شبه الضائع- البعض يُمنّي نفسه بالوحدة الجاذبة وآخر يتحدّث عن انفصال جاذب!! وبين هذا وذاك خرجت علينا الزميلة الصحفية النشطة علوية مختار بالزميلة الصحافة بأن الشريكين سيتفاوضان بجوبا اليوم على «الكونفدرالية» بديلاً للانفصال قرأت الخبر أكثر من مرة وفركت عيون الدهشة والاستغراب ثم تساءلت وها أنا أسأل الآن ما هي الكونفدرالية؟ وما هو الانفصال؟ وما علاقة ذلك بالبرنامج الذي سيطرحه نائب رئيس الجمهورية حول جعل الوحدة جاذبة.. الأمر الذي يبدو معقولاً عدم حرق المراحل أو استباق الأحداث؟ فالأولوية يجب أن تتّجه لإدارة حوار ونقاش عريض وجاد حول أقصر الطرق لجعل خيار الوحدة جاذباً واستغلال المتبقي من الوقت للوصول لهذه الغاية أما الحديث عن الكونفدرالية في هذا الوقت فإنّه يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتي في مقدمتها هل يتّفق هذا الطرح مع اتّفاقية السلام الموقعة في نيفاشا؟ فإذا كانت الإجابة بالنفي فلماذا يستنكر المؤتمر الوطني على السيّد باقان استباقه لعملية الاستفتاء ودعوته المبكرة للحديث عن الانفصال؟ وما هي الكونفدرالية إنها انفصال بصورة غير مباشرة دولة في الشمال ودولة في الجنوب يجمع بينهما «رابط» مهما كان حجمه سينقطع في أي لحظة من اللحظات وستعود كل دولة إلى مكانها الطبيعي في موقعها الطبيعي والجغرافي دولة في الشمال ودولة في الجنوب نكرر القول مرة أخرى بكل طعم «المرارة» إن قضية الوحدة والانفصال «أكبر» من «شريكي» الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ولكنّها قضية الوطن كله شماله وجنوبه شرقه وغربه قواه السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية وما يحدث الآن هو «قفز» على المراحل و«عزل» كامل لمكونات الوطن وقواه السياسية.. هذه المشكلة العويصة والمصيرية لن تحل بأسلوب الجودية.. ونقاشات الغرف المغلقة اشركوا القوى السياسية ووسعوا الحوار والشورى حول هذه القضية المصيرية الكبرى. رجاءً افعلوا ذلك وما عدا ذلك فهو الندم.