عاد (القرقور) اللعبة الشعبية التي انتشرت بداية الستينيات الى الواجهة مجدداً حيث بدأ الناس يمارسونها داخل الأحياء والمناطق السكنية الشعبية, وسطع نجم اللعبة التي اختفت طوال هذه الفترة بفضل بعض الوافدين من الولايات رغم وجود أنواع حديثة ومتطورة من الألعاب العصرية التي قضت على كثير من نظيراتها التقليدية مثل (شليل, سكج بكج, شدت...الخ) بالإضافة الى (البلي) الذي أثبت قدرته على المجايلة واحتفظ بمكانته على قائمة الالعاب منذ تلك الفترة وحتى اليوم على عكس (القرقور) الذي اختفى لأكثر من ثلاثة عقود ساهمت في (نسيانه) قبل ان يعود ويملأ شوارع الحاج يوسف والمناطق المجاورة لها. يقول عبده الريح أحد الذين عاصروا هذه اللعبة: القرقور لعبة شعبية معروفة ولها روادها ولازالت موجودة في بعض الولايات والمناطق الريفية ويمارسونها دون انقطاع ويلعبها الصغار والصبية بالاضافة الى الشباب. وللقرقور نوعين النوع الاول طبيعي ويسمى ب(قرقور عضم) الذي يظهر في زمن الخريف ويتم جمعه من (الوديان – الخيران) ويعرف علميا ب(الحلزون) حيث يجمعه الناس ثم يتم وضعه في الشمس حتي يجف, بعد ذلك يقوم بتنظيفه جيداً وتسويته بطريقة معينة. أما النوع الثاني مصنوع ويطلق عليه (قرقور الحديد) وحيث يقوم بصناعته (الحدادين) الذين يتخصصون في صناعة الأدوات المنزلية (الجبتة, الشرقرق, الشغال) وغيرها, وكان يعرض ضمن هذه الأشياء فيأتي الشباب يشترونه. أما عن كيفية اللعب بالقرقور يقول عبده: يجلس الشباب في حلقة دائرية ويقوم، ويلعبون به معتمدين على المهارة, واذا نجح اللاعب في (قلب) القرقور وكفيه (يصقع) به الشخص الذي يجلس على يمينه, وتأتي (الصقعة) على ظهر اليد ويطلق عليها (زرقاء), وللاعب الحق في استمرار اللعب حتى بضرب جميع من كانوا في الحلفة وهذا يسمى (سورو جاري) وهو أروع شيء في اللعبة التفليدية.. أما اذا سقط القرقور ولم ينجح صاحبه في (كفيه) يحول يفقد الفرصة وتتحول تلقائياً الى اللاعب الذي يكون بيمينه, وحول اللاعبين توجد مجموعة كبيرة تشجعهم وترفع الحماس خاصة عند (سورو جاري).. أما الحاج عبد الرحمن يقول: شاهدت هؤلاء الصبية يلعبون (القرقور) وهي لعبة اختفت منذ زمن طويل ولا يعرف عنها الناس في (البندر) كثيراً مثلنا, فنحن لعبناها في الخمسينات والستنيات وتركنها في الولايات ولم أتوفع أن أجدها هنا في الخرطوم, ورغم قسوة اللعبة التي قد تصل الى (جرح) اليد إلا إنها تعلم الشباب الشجاعة والثبات, ويتداول اسم (القرقور) كثيراً عند السودانيين فتجده تارة اسم لفريق كرة القدم (الموردة) وتارة اسم لفنانين ووجبة غذائية من السمك تعمل في سكل (شوربة), ويمتد الاسم أيضاً على ساحل الوطن العربي خاصة عند فئة السماكة حيث يشتهر (القرقور) باعتباره أحد الوسائل التي يصطاد بها الأسماك وهي شبكة بيضاوية الشكل اشبه بنصف (القفة) وهي في الغالبة من معدن أو سيخ حديدي تعمل مقاسات معينة ولا تستخدم (القراقير) في الأماكن البحرية ذات الأراضي الرملية لأنه قد (يغطس) القرقور في الرمال أو يكون عرضة لجرف التيار لذا يتم استخدامه في المناطق الصخرية, ويجيد (القرقور) اصطياد جميع أنواع الأسماك بمختلف أحجامها.