أجبرتهن ظروف الحياة، فذهبن مرغمات الى دار المستقبل بالسجانة فتكيفن مع الوضع هنالك وعشن حياتهن بين عنابر وأروقة المباني الكبيرة التي أصبحت منزلهن وملاذهن الآمن إلا انك عندما تهم بالدخول تحس أنك متجه الى أسرة شديدة التعاضد والتكافل على الرغم من تفاوت أعمارهن إلا أن هنالك روح التعاون والتضامن واضحة بينهن وذلك ما بدا لنا من حسن التعامل وطيب الخاطر فيما بينهن كل تخفف عن الأخرى محنتها التي ألمت بها. وما بين ساعات الروتين الممل ورتابة الحياة يبحثن عن ممارسة هوايتهن المفضلة فبينما تفضل الكثيرات مشاهدة التلفاز نجد أخريات قد استهواهن الرسم.. «منوعات الأحداث» التقت العديد من الفتيات اللاتي يحببن ممارسة هواياتهن التي توفرها الدار. وأوضحت شيماء وهي في الصف الرابع أنها كثيراً ما تنتظر يوم الترفيه الذي تقيمه الدار بفارق الصبر وذلك لإبراز موهبتها التي تحبها وهي الغناء. وأبانت أن الدار ترتب لهن يومين في الشهر للترفيه وذلك باصطحابهن الى المتنزهات الى جانب إحضار الفنانين والفرق الإنشادية لهن. وقالت شيماء إنني في فترة الأعياد أفضل الترفيه مع صديقاتي في المدرسة عبر الرحل واللعب بالمراجيح رغم (أني ما بحب اللعب لكن بلعب مع أخواتي في الدار). وعبرت عن مدى سعادتها بتواجدها مع اخواتها رغماً عن الظروف الصعبة التي فرضت عليها ذلك. أما أماني فلم تختلف كثيراً عن شيماء في حبها لأيام الترفيه التي تقيمها الدار، وقالت إنها في كثير من الأحيان تفضل ممارسة هواية الرسم مع صديقاتها: إصلاح وشيماء, وأضافت على الرغم من أنني لا أعرف القراءة ولا الكتابة لكن حبي للرسم كان أكبر، مشيرة إلى أن فترة رمضان تكثر فيها الجرعات الترفيهة كل حسب سنه، فهنالك فرق العرائس والبرامج الإنشادية الى جانب الذهاب في شكل مجموعات الى الحدائق. وقالت أماني إن البرامج الثقافية تطغى على الأخرى. سوزان ونورة يدرسن في الصف الثاني فتربطهن علاقة أخوية فريدة فهما لا تفترقان عن بعضهما البعض طوال النهار وأوضحتا ل»منوعات الأحداث» انهما تكسران الروتين المتكرر بممارسة الألعاب التي جلبتها لهن الدار الى جانب مشاهدة التلفاز خاصة «اسبيس تون ومسلسل توم اند جيري» واكدتا عن مدى حبهما الشديد لموهبة الرسم وتمنت نوار أن تكون في المستقبل فنانة تشكيلية، أما سوزان فتمنت أن تصبح مصممة أزياء. أما فرحة التي تميزت عن بقية الفتيات داخل الدار بحركتها الدؤوبة جيئة وذهاباً الى جانب مداعباتها للكل ويطلق عليها لقب (حبيبة الكل) وعند دخولنا للدار وجدناها تقود عربة لأحد المعاقات من المقيمات في الدار لمساعدتها على الركوب اليها وقالت إنها سعيدة لأن الأمهات في الدار يعددن لهن برامج ترفيهية مختلفة وذلك عبر جلبهم لفرق العرائس الى جانب الانشاد والمدائح وتمنت فرحة أن تذهب للحدائق للعب فيها، مشيرة الى أن هواية الرسم واللعب بالألعاب الإلكترونية من أكثر الهوايات المفضلة لديها. وفي السياق ذاته أوضحت مديرة دار المستقبل فاطمة سر الختم وذلك بالتعاون مع الدور المحيطة من دار المسنين الى أن دار الحماية للفتيان أقامت العديد من البرامج الترفيهية وذهاب بعضهم لإقامة الذكر في المساجد القريبة من الدار. أما في العطلات الصيفية فأوضحت سرالختم أنهم يقوم بإعداد البرمج الصيفية من كورسات بمختلف أنواعها: إنجليزي وحاسوب، ويترك للفتيات حرية الاختيار، وأردفت فاطمة قائلة قبيل مقدم فترت العطلات المدرسية يتم التنسيق مع عدد من الدور لإقامة الرحلات والمناشط الترفيهية بالدار والتي تتضمن الذهاب الى المتاحف لمعرف التاريخ السوداني الى جانب المتنزهات.