نعيش عصراً مليئاً بالأحداث والتحوُّلات الهائلة التي لا تنتهي، عصر محفوف بالروتين والسرعة والقلق و(الزهج)، ووسط كل هذه المحاذير والمخاوف التي يعيشها إنسان العصر، هنالك مخاوف أخرى من حروب إبادة، وحروب من أجل الحصول على قطرة ماء. فكيف يفسح لنا الوقت الذي أصبحت ساعاته ال (24) لا تكفي لقضاء حاجة ماسة من مشاغلنا سواءً الكبيرة كانت أو الصغيرة، ومع ذلك الزخم هل نخرج من الروتين ونُطلق للروح فسحة أن ترتاح من إنزال ثقل الهموم من على كاهلها؟ وهل جعلنا بين هذه المتلازمات اليومية من رهق وتعب ومشاعل ركناً للترفيه؟ هذا ما أجاب عليه من استطلعتهم (الأهرام اليوم) فماذا قالوا؟: أوضح إسماعيل علي ضوين، بأن الترفية والخروج من زمن الروتين يتأتّى بتوفير نشاط جديد وحيوي ومختلف يُرضي فئات من الناس بالقيام به، مشيراً إلى أنه تسلية تسمح لنا بأن نلهو ونروِّح على النفس ونخرج بها من دائرة الهم اليومي، على أن تكون أنشطة الترفيه في أكثر الأحيان بالحدائق للنزهة أو القراءة الشخصية أو التمرين على عزف الآلات الموسيقية، وأيضاً ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة. أما سامي محمد الحسن فيقول: لم تعد الأشياء هي الأشياء، بل دخلت الصناعة في كل شيء. فهناك من يصنعون الترفيه وله أشكال تُرضي الأذواق الخاصة حسب عمر الأشخاص المهتمين بمثل هذا النشاط الذي يُكسب النفس راحة ويغسل عنها ما علق بها من هموم ورهق. وأشار أن ترفيه الصغار يختلف عن ترفيه الكبار، وهناك العديد من الأنشطة يجدها الناس ترفيهية ومع ذلك فالأنشطة التي يجدها (فُلان) ترفيهية قد لا تكون ترفيهية (لعِلان) من الناس. وأبانت عبلة عبد الله آدم بقولها: أنا شخصياً لا أحبِّذ الحصار في مكان واحد، بل من اللائي يحبذن هواية الذهاب إلى المسارح وأميل إلى المسرحيات التي تغرق في الكوميديا، والموسيقى والاطلاع على الكتب الجديدة وكل هذه اعتبرها ترفيهاً للنفس. وتشير إلى أن بعض الأشخاص لا يملون من الروتين ولكني سمعت حديثاً للرسول «صلى الله عليه وسلم» فيما معناه «روحوا عن أنفسكم ساعة فساعة»، وذلك حتى لا نُصاب (بالقرف) من الحياة، وحتى لا تكون حياتنا فيلم مكروراً نشاهده مرة ومرتين وألف. من جانبه تحدث أ. عباس خليفة الباحث النفسي قائلاً: نجد في هذا العصر أن الإنسان مشحون بالهموم والقلق والروتين لذا لابد من التسلية حيث تؤخذ النفس للراحة. وأشار إلى أنه قد تنطوي بعض الألعاب مثل السباقات والشطرنج على براعة جسدية أو عقلية وقد توجد الألعاب أو يتم لعبها في الهواء الطلق مثل البولينج في الحدائق، أو لعب الكرة وكل هذه تنعش النفس وتجدد الطاقات للإبداع في الأعمال. وأضاف: وقد يختلف الهدف من الترفيه من مجرد وضع ابتسامة على وجه المشاهدين إلى رفع مستوى الوعي الاجتماعي على الرغم من اختيار الناس لأنواع مختلفة من الترفيه سواءً ألعاب أو كتب أو مجلات أو استماع لبعض البرامج التلفزيونية ومجلات المشاهير بعيداً عن القيل والقال مؤكداً أن بعض الألعاب توفر الاسترخاء واللهو، وقد يمارس البعض الترفيه من أجل تحقيق انجاز أو مال وقد تنطوي على غير ذلك. وعلى ذات السياق تحدث عادل علي خميس مؤكداً أن أدوات الترفيه تختلف باختلاف أشكال الذوق في اختيار بيئات خاصة أو عامة وهذا ما جعل أفلام الكوميديا والتهريج، والنكتة المنظمة والنكتة الرصدية جزءاً من الترفيه، وقد طوِّرت هذه الأيام خاصة للمهرّجين والمنشدين المتجولين في عواصم العالم الكبيرة.