بعد طول انتظار ولد الجبل.. فقد تم استدعاء الدراميين لمسلسل إذاعي جديد, بعد أن وقف جديد الدراما الإذاعية منذ شهر رمضان, وتم تجفيفها الى عدد قليل من البرامج (حلم في حلم, دكان ود البصير) برنامج ناس وأحداث والذي يعتمد على حدث درامي يشارك في حله المستمع, وظل لسنوات البرنامج الإذاعي الأول, ويكرم جميع القائمين على أمره بالشهادات والحوافز (الضحاكات) عدا الممثلين الذين عملوا به لسنوات. وتحضرني كلمات الراحل الممثل الطاهر محمد الطاهر (أنا سعيد جداً الحمد لله السنة دي ذاعوا أسامينا في احتفال التكريم) ورديت عليه (عقبال لما يحفزونا ونضحك زي باقي الناس) ورحل الطاهر محمد الطاهر ومازلت مثله منتظرا . رفض الدراميون بعد أن تدنى أجر الممثل الإذاعي الذي منح لفنان في قامة حسبو محمد عبد الله, ظل منذ أكثر من خمسة وأربعين عاما, يقدم للدراما الإذاعية تمثيلاً وإعداداً وكتابة للصغار والكبار ويمثل بالفصحى والدارجي, لتمنحه الإذاعة في هذا العمل مبلغ ثلاثة عشر جنيها, متساوياً مع جميع الممثلين صغاراً وكبارا, ويمنح مؤلف العمل أجره من ميزانية المسلسل أيضا, بعد أن كان يعطى أجره بعقد مع الإذاعة, ويتبجح مسؤول كبير جدا (على كيفهم أنا عندي مسلسلات قديمة تكفيني عشرة سنين).. يعني بالواضح الما عاجبو يشرب من البحر, وهو قريب جداً من دار الإذاعة وسؤالنا الكبير جدا, هل تعالج مسلسلات الأمس مشاكل اليوم؟ ومشاكل هذا الجيل المستلب ثقافياً من كل الجهات؟ وهل مشاكل الأمس مثل مقابلة الفتاة لحبيبها, والمنديل المطرز..... وغصبوني أتزوج ود عمي..... هي مشاكل جيل الموبايل والمسكول والنت....؟ وهل مشاكل (الزمن الجميل) وحجبوه عن عيني هي مشاكل الآن.... ولكن ماذا نقول لمن يصر على أن يعيش في جلباب جدودنا زمان, ومن لا يؤمن أن من يأتي بعدك لابد أن يكون أفضل منك, لأنه يتشرب بتجربتك وتجربته..... ولكن بعد تمحيص وجدنا العذر للإذاعة السودانية المسموعة جدا, إذاعة البيت السوداني وهي من الإذاعات المعروفة والمتخصصة..... تخصص يوم كاملاً للبرمائيات... وتخص الضفادع, يعني القعوي نعم يوم كامل يدفع من جيوب الشعب السوداني, فالإذاعة تمول من حكومة السودان ومعروف الحكومة بتجيب القروش من منو..... ويسمع المواطن المسكين ليوم عن القعونجة, وتقدم من بعده مذيعة بحجم ليلى عوض برنامج شوربة ضفادع, بالله دي طعمها كيف؟ ويقدم الموسيقار الدكتور كمال يوسف برنامجاً عن صوت الضفادع, يا ربي كمال حول بيطرة ولا شنو؟ والمذيع الكبير عمر محي الدين يدور حوار تلفوني بينه والصوت الجديد الطيب عبد السلام... والذي يحتاج لعلاج لغوي فيقول الصوت الجديد للزميل عمر محي الدين.. قاق... فيرد الآخر أهلاً الزميل الطيب عبد السلام.. قاق... وده ما خيال ولا دراما, دي حقيقة قدمت وأعيدت في إذاعة البيت السوداني «يعني الموضوع مهم خالص يعاد لتعم الفائدة والتكرار... والمشكلة على رأس هذه الإذاعة طارق البحر رئيس اتحاد الدراميين السودانيين, يا جماعة القروش البتدفعوها على إعداد وكتابة وتقديم وإنتاج الخ... هذة البرامج بتدفع من جيوبنا ولا من جهة أخرى؟.. يعني خلاص مشاكل الناس والحيوانات ذوات الثدي والطيور والأسماك والخضار وأكياس النايلون البتعمل السرطان والطعمية بالزيت المكرر.. والسكر والبنزين... وصحة البيئة والبوليس وبتاعين الحركة والحركات انتهت, وبقينا على القعوي؟ عموماً الإذاعة السودانية لم تنتج للآن ولا مسلسل ولسه ما قالت بغم.. لكن قالت قاق.. ويبدو أنها في طريقها لتصبح بركة ساكنة ولا مش كدا.... قاااااااااق